علي الأمين لـ”هنا لبنان”: إيران مربكة… و”الحزب” لن يتحرّك إلا إذا استعادت توازنها

رأى الصحافي والمحلل السياسي علي الأمين في حديث خاص لـ”هنا لبنان” أنّ المشهد في المنطقة بعد انطلاق الحرب يشير إلى ضربة إسرائيلية نوعيّة أصابت إيران في العمق، وأظهرت هشاشة بنيتها الأمنية والعسكرية، مشيرًا إلى أن طهران بدت في حالة ارتباك، فيما أذرعها في الإقليم شبهُ مشلولة.
ضربة أولى كُشفت فيها إيران أمنيًا وعسكريًا
وقال الأمين إن “ما نعيشه اليوم هو اللحظة الأولى من الحرب، حيث وجّهت إسرائيل ضربةً نوعيةً لإيران استهدفت قيادات وعلماء نوويين، بالإضافة إلى مواقع استراتيجية حساسة”. ولفت إلى أن “الاختراقات الأمنية التي حصلت داخل الأراضي الإيرانية، لا سيما من خلال الطائرات المسيّرة، ترقى إلى مستوى فضيحةٍ أمنيةٍ وعسكريةٍ كبرى”.
وأضاف أن “إيران ظهرت عاجزةً عن حماية قادتها وعلمائها، وهذا أشبه بما حدث في عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبعملية ‘البيجر’. إنّها ضربة مزدوجة تُظهر الإرباك الإيراني الواضح”.
خسائر تفوق التوقّعات ورد فعل محسوب
وأشار الأمين إلى أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب تَحدث عن أضرار تُعادل عشرة أضعاف ما كانت تتوقّعه إيران، ممّا يؤكد حجم الضربة”، لكنه لفت إلى أن “طهران سارعت إلى استعادة شيء من توازنها، ولو بشكلٍ أوليّ وموقّت”.
وأوضح أن “الردّ الأوّلي تمثّل في تعيينات جديدة داخل القيادة العسكرية والأمنية الإيرانية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ طالت مواقع أساسية داخل إسرائيل، ويبدو أن من بينها وزارة الدفاع”. لكنّه اعتبر أن “هذا الردّ لا يزال ضمن الإطار المحدود، ويجب مراقبة ما إذا كانت إيران قادرة على الاستمرار والمناورة في المرحلة المقبلة”.
تبدّل في المواقف الدولية وإيران وحيدة
واعتبر الأمين أن “الصورة الأوسع تعكس مشهدًا واضحًا: هناك إيران من جهة، وأميركا وإسرائيل من جهةٍ أخرى، بينما يسير الموقف الأوروبي بشكلٍ متزايدٍ باتجاه دعم إسرائيل”.
وقال إن “إيران اليوم لا تملك حليفًا حقيقيًا. حتّى أذرعها في المنطقة باتت شبهَ معطَّلة، ربما يبقى اليمن استثناءً، لكنه لا يشكّل توازناً كافيًا”. وأضاف أن “المرحلة المقبلة ستكشف المزيد من مظاهر الضعف الإيراني، على الرغم من أن النظام الإيراني بطبيعته يستطيع الصمود أمام ضرباتٍ قاسية، لكنّه لا يتصرّف كدولة، بل كميليشيا ذات حسابات مختلفة”.
وتابع الأمين: “ما يجري اليوم يُذكّرنا بما حدث مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين”.
حزب الله بانتظار نتائج المعركة
وعن احتمالية دخول حزب الله على خط المواجهة، قال الأمين إن “ذلك مرتبط بمسار المعركة الإيرانية. فإذا تبيّن أنّ طهران ما زالت صامدة واستعادت توازنها ونجحت في إرباك إسرائيل، عندها قد يُفكّر حزب الله في التحرّك، لكن هذا السيناريو غير مرجّح حاليًا”.
وأضاف أن “تصريحات ترامب الأخيرة تُنذر بتصعيدٍ ومفاجآتٍ في الأيام المقبلة، وربما حتى بتدخلٍ أميركيّ مباشر، ما يجعل دخول حزب الله في المعركة خطوةً غير محسوبة في هذا التوقيت”.
المفاوضات لن تتوقّف… ولكن بطرف ثالث
وفي ختام حديثه، شدّد الأمين على أن “إيران لن تُقدِم على إنهاء المفاوضات مع الولايات المتحدة بشكلٍ كليٍّ، لأنها لا تزال بحاجة لهذه الورقة في خضمّ التصعيد”.
وأوضح أن “المرحلة المقبلة قد تشهد دخول طرفٍ ثالث على خطّ التفاوض، مثل روسيا أو الصين، في ظلّ انتظار ما ستقرّره واشنطن”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() إسرائيل تحاول اغتيال محمد الغماري في اليمن | ![]() تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل: اغتيالات وصواريخ تطال تل أبيب وحيفا | ![]() ترامب: الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي |