إيران التي نعرفها… انتهت!


خاص 17 حزيران, 2025

من يستبعد قيام إسرائيل باغتيال المرشد الإيراني، عليه أن يعود إلى الوراء ويتذكّر كيف كان اغتيال السيد نصر الله من الأمور المستبعدة التي لا تخطر ببال أحد…

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

أخيرًا، وصلت إيران إلى الاستحقاق الكبير: يا قاتلٍ يا مقتولٍ.

في أواخر السنة الأولى من ولايته، سنة 2008، زار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الجمهوريةَ الإسلاميةَ الإيرانية، والتقى مرجعيّاتها الرسمية والدينية، وعقد اجتماعاتٍ عدّة، كان أهمّها الاجتماع الأخير مع رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد.

وخلال الدردشات الأخيرة، قبل تلاوة البيان الرسمي المشترك، ردّد الرئيس الإيراني بالفارسية أمام نظيره اللبناني والحضور معزوفته الدائمة: “سوف نمحو إسرائيل عن الخريطة، وبالنسبة لنا، الولايات المتحدة الأميركية إمبراطوريةٌ إلى زوال”.

وبعد سماع الرئيس سليمان الترجمة من اللغة الفارسية إلى العربية، خشي من ترداد ما قيل أمامه في المؤتمر الصحافي المشترك، واستدرك قائلًا للمترجم: “بلِّغ الرئيس نجاد أنّنا نختلف معه في هذه المقاربة، لأنّ سياستنا الرسمية في لبنان تتمسّك بما صدر عن القمّة العربية للسلام في بيروت سنة 2002، أي “حل الدولتين”، دولة فلسطين ودولة إسرائيل”…

أضاف الرئيس سليمان ممازحًا: “أمّا في موضوع إزالة الإمبراطورية الأميركية، فنأمل منكم يا فخامة الرئيس تأجيل البتّ بهذا الموضوع، لأنّ لدينا ما يفوق المليوني لبناني في أميركا، ونخشى على حياتهم، أعطونا شوية وقت حتى نرجّعهم على لبنان”… ضحك الجميع ومرّ القطوع من دون توريط لبنان بموقفٍ ارتجاليّ ليس له فيه لا ناقة ولا جمل.

وفي اليوم التالي، كتبت الصحف العربية أنّ رئيسَ جمهورية لبنان طالب القادة الإيرانيين بأن ينحصر دعمهم للبنان بالدولة اللبنانية، في رسالةٍ واضحةٍ أنّ دعمهم وطريقة تعاطيهم يجب أن تكون من دولةٍ إلى دولة.

وبعد عودته إلى لبنان، قاطع “حزب الله” زيارة القصر الجمهوري في ذكرى الاستقلال، في رسالةٍ إيرانيةٍ واضحةٍ تهدف إلى تخفيف الاندفاعة السيادية والاستقلالية التي اعتمدها رئيس الجمهورية.

هذه السطور تلخّص السلوك الإيراني تجاه إسرائيل وأميركا، وأيضًا تجاه لبنان، الذي تعتبره ساحةً لجبهةٍ متقدّمةٍ في معركة محو إسرائيل عن الخريطة.

ومع هذا الإصرار الإيراني على تنفيذ أجندة “المحو والإزالة”، بات من الممكن فهم ما يدور في فكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي الشجاع دونالد ترامب.

فإسرائيل تعلم أنّ امتلاك إيران للسلاح النووي سيضعها في الموقع الحرج، فيما لو نجحت إيران في لعبة تضييع الوقت بالحوار مع الأميركيين.

ومن عجّل هذا الأجل، اسمه يحيى السنوار، صانع “طوفان الأقسى”، الذي انقلب سحره على المِحور بأكمله، إذ محت إسرائيل غزّة وأهلها عن الخريطة، واغتالت “حزب الله” عند اغتيال أمينه العام الحقيقي حسن نصر الله، وغيّرت وجه سوريا من ممرٍّ ومستقرٍّ لإيران، إلى إدارةٍ تجاهر في عداء المحور بعد تقطيع أوصاله.

واليوم، يتطلّع نتنياهو إلى إنهاء “الإمبراطورية الفارسية” التي تبيّن أنها “أوهن من بيت العنكبوت” في الصراع الكبير بين “التكنولوجيا والإيديولوجيا”.

ومن يستبعد قيام إسرائيل باغتيال المرشد، عليه أن يعود إلى الوراء ويتذكّر كيف كان اغتيال السيد نصر الله من الأمور المستبعدة التي لا تخطر ببال أحد… الإسرائيلي، الذي بات يسيطر على أنفاس إيران من الجو ومن قلب طهران، يفعل كل شيء… كل شيء…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us