تحذيرات من كارثة اقتصادية.. جباعي يدعو لبنان للحياد لتجنب الانهيار

خاص 18 حزيران, 2025

في ظل التصعيد الإقليمي المستمر والتأثيرات الاقتصادية المتراكمة، يحذّر الخبير الاقتصادي محمود جباعي من تداعيات كارثية إضافية على الاقتصاد اللبناني في حال انخراط البلاد المباشر في الحرب الاسرائيلية الايرانية. وفي حديثه لـ”هنا لبنان”، يؤكد جباعي أنّ سياسة الحياد هي الخيار الوحيد لحماية ما تبقى من الاقتصاد الوطني.

خسائر تتجاوز 10 مليارات دولار بسبب الحرب

ويشير جباعي إلى أنّ “لبنان ما زال يعاني من آثار “جبهة الإسناد” والحرب التي استمرت 66 يوماً، مشيراً إلى أنّ حجم الخسائر يتراوح بين 10 و14 مليار دولار، بين أضرار مباشرة وغير مباشرة. كما أنّ المالية العامة لا تزال تحت ضغط كبير، في وقتٍ تشير فيه التوقعات إلى أنّ الإيرادات المتوقعة في موازنة 2025 ستكون أدنى من التقديرات، نتيجة التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الحرب.”

ويضيف أنّ “خطة إعادة الإعمار لم تبصر النور بعد، لأنّ صندوق إعادة الإعمار لم يحصل على التمويل الكافي، بسبب الضغوط السياسية الخارجية.”

الحياد هو الحل لتفادي الانهيار الشامل

ويرى جباعي أنّ “مستقبل لبنان الاقتصادي مرتبط بشكل مباشر بموقفه من الحرب. فإذا ما التزمت الدولة اللبنانية، بكل مكوناتها، بالحياد الكامل، وتجنّبت تحويل لبنان إلى ساحة صراع، فبإمكانه تفادي القسم الأكبر من الانعكاسات الاقتصادية الكارثية.”

لكنه في المقابل، يحذر من تداعيات الانخراط المباشر في الحرب، مشيراً إلى أنّ ذلك سيؤدي إلى خسائر إضافية تجهز على ما تبقى من فرص التعافي المالي والاقتصادي.

الانعكاسات غير المباشرة بدأت تظهر

حتى في حال عدم الدخول المباشر بالحرب، فإنّ لبنان سيواجه انعكاسات غير مباشرة مشابهة لما تواجهه دول المنطقة. ويعطي جباعي مثلاً واضحاً: “ارتفاع أسعار النفط العالمي، إذ قفز سعر البرميل إلى 76 دولاراً، مع توقعات بتجاوزه 100 دولار في حال اتساع رقعة المواجهة.”

ويضيف أنّ “هذا الأمر سينعكس مباشرة على السوق اللبنانية، إذ من المتوقع أن ترتفع صفيحة البنزين بنسبة 30 إلى 40%، ما سيؤدي إلى زيادة عامة في الأسعار بنسبة 10 إلى 15%، مما يعمّق أزمات الغلاء والتضخم القائمة.”

كما يشير جباعي إلى أنّ “هذا التضخم لن يقتصر على لبنان، بل سيطال الاقتصاد العالمي بأكمله نتيجة ارتفاع أسعار النفط.”

التحرك الدبلوماسي ضرورة ملحّة

ويختم جباعي حديثه بالتأكيد على أنّ “التمسك بالحياد وحده لا يكفي، بل يجب أن يكثف لبنان تحركاته الدبلوماسية على مستوى العالم العربي والمجتمع الدولي، بهدف منع أي هجوم إسرائيلي محتمل وإبقاء تداعيات الحرب في حدّها الأدنى.”

ويعتبر أنّ “الرسائل الإيجابية الصادرة عن الدولة اللبنانية والقوى السياسية تشكّل مؤشراً جيداً، لكن المطلوب هو ترجمتها إلى مواقف ثابتة وتحركات عملية تحمي البلد من الانهيار الكامل.”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us