فحص لـ”هنا لبنان”: المعركة وجوديّة بين إيران وإسرائيل… وأي تدخل أميركي يعني مأزقًا إسرائيليًا وحربًا إقليمية شاملة

في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، يؤكّد المتابع للشأن الايراني حسن فحص أنّ المعركة الدائرة اليوم بين إيران وإسرائيل ليست مجرّد مواجهة عابرة، بل هي معركة وجودية لكلّ من الطرفين، ستحدّد ملامح الشرق الأوسط لعقود مقبلة.
يعتبر فحص أنّ “المعركة هي معركة وجوديّة بالنسبة للطرفين، ولكن بالنسبة للإسرائيلي، فهي المعركة الأخيرة على المستوى الإقليمي لتفكيك المشروع الإيراني في المنطقة”.
ويرى أنّ إسرائيل تسعى لضرب أُسُسِ النظام الإسلامي الإيراني، وعلى رأسها مفهوم “الولي الفقيه”، ما يمثّل بحسب تعبيره “بداية التأسيس للمشروع الإقليمي الإسرائيلي”.
معركة بقاء لإيران
في المقابل، يُشير فحص إلى أنّ إيران دخلت هذه المواجهة في لحظة ضعفٍ إقليميّ بعد “الخسائر التي أصابت مشروعها من غزّة إلى لبنان إلى سوريا، وحالة عدم التوازن في العراق، حيث لم تعد الفصائل العراقية موحّدة الموقف”.
من هنا، يعتبر فحص أن “المعركة أصبحت داخل حدود إيران، وباتت معركة بقاء للنظام نفسه”.
حتّى مجرد فرض وقف إطلاق نار على إسرائيل يمكن أن يُعتبر “انتصارًا كبيرًا للنظام الإيراني، وبداية لترميم وضعه الإقليمي”، بحسب ما يقول.
تدخل واشنطن يعني مأزقًا إسرائيليًا
وعن احتمال تدخّل واشنطن المباشر، يرى فحص أنه “إذا اتّخذت الولايات المتحدة الأميركية قرارًا بالتدخل، فهذا يعني أنّ الإسرائيلي في مأزق، وعاجز عن تحقيق أهدافه من دون مساعدة أميركية أو دعم من حلف الناتو”.
ويُضيف: “تدخل أميركا والناتو في المعركة يعني أننا ذاهبون إلى معادلاتٍ جديدةٍ، وربما حرب إقليمية واسعة تُعيد خلط الأوراق وتفتح جبهات جديدة، ومن ضمنها عودة اشتعال الجبهة اللبنانية”.
يرى فحص أنّ دخول إسرائيل وأميركا في معركةٍ مفتوحةٍ مع النظام الإيراني سيدفع إيران إلى الرّد بشكلٍ مباشرٍ على الأرض، عبر تفعيل أذرعها المتبقية في المنطقة.
ويتابع: “هنا قد نشهد تحريكًا جديدًا للفصائل التابعة لإيران، وقد تنقلب الحرب المحدودة إلى حرب إقليمية شاملة، تتدخّل فيها كل الأطراف”.
رهان إسقاط النظام الإيراني متسرّع
في سياقٍ متصلٍ، يعتبر فحص أنّ الرهان على سقوط النظام الإيراني من خلال الضغوط الخارجية هو رهان “متسرّع وغير دقيق”، موضحًا أن “المجتمع الإيراني، بغضّ النظر عن موقفه من النظام، يتعامل مع إيران كوطن ممنوع المساس به”.
ويُضيف: “القصور في قراءة المجتمع الإيراني كبير، والرهان على تحرّك الإيرانيين في الخارج ضد النظام هو رهان مبكر. حتى أقوى تنظيم معارض في الخارج – مجاهدي خلق – لا يملك قاعدةً شعبيةً حقيقيةً داخل إيران بسبب تعاونهم مع صدام حسين في السابق”.
يُشدّد فحص على أنه “لا يوجد حاليًا بديل حقيقي للنظام الإيراني”، محذّرًا من أنّ أي توجّه نحو تقسيم إيران لن يكون لصالح أي طرف في المنطقة، بل سيقود إلى دول ضعيفة “قد تُهدّد استقرار العالم واقتصاده”.
رسائل صاروخية إلى الداخل الإسرائيلي… وإلى واشنطن
وعن الضربات الإيرانية الأخيرة، يصف فحص ما حدث بـ”التحول النوعي”، قائلًا: “الرسائل لم تكن فقط للداخل الإسرائيلي، بل وصلت أيضًا إلى القيادة الأميركية. الصواريخ التي استخدمتها إيران والتي يتراوح مداها ما بين 4000 كلم وسرعتها ما بين 12 و15 ماخ تعني أن إيران قادرة على ضرب القواعد الأميركية حتى البعيدة”.
أما بشأن قرار التدخل الأميركي، فيقول فحص إن “القرار قد اتُّخذ، ولكن التنفيذ لا يزال معلّقًا”، موضحًا أنّه “طالما الإسرائيلي قادر على التحمّل، الأميركي سيؤجّل. أما إذا وصل الإسرائيلي إلى نقطة لم يعد فيها يستطيع التحمّل، فستتدخّل أميركا عندها”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() مُعارِضة إيرانية لـ”هنا لبنان”: في حال بقي نظام خامنئي سيواصل قمع شعبه | ![]() توماس باراك في بيروت: لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ورسائل دعم أميركية مشروطة | ![]() تلفزيون لبنان: لا قرار بوقف برنامج وليد عبود |