“الحزب” ليس بوارد الردّ من لبنان… والنظام الإيراني يتدحرج على وقع الضربات


خاص 20 حزيران, 2025

إيران ستنهار في حال دخلت الولايات المتحدة المعركة، وشاركت إلى جانب إسرائيل في ضرب إيران ومشروعها النووي لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، إذ إنّهم لا يزالون لا يحدّدون بدقّةٍ موازين القوى.

كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:

تصعيدٌ خطيرٌ تعيشه منطقة الشرق الأوسط على وقع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية الآخذة بالتوسّع يومًا بعد يوم، ولبنان الذي أصابه ما أصابه بسبب حرب الإسناد، ينتظر بقلقٍ متزايدٍ ما ستؤول إليه الأمور، في ظلّ الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستبيح سماءه، والمُسيّرات الإسرائيلية التي تصطاد يوميًّا أبناءه ممّن تعتبرهم إرهابيين، كما تحتلّ نقاطًا استراتيجيةً من أرضه.

ووسط كلّ ذلك، تتّجه الأنظار إلى “حزب الله”، الذي تسلّح خلال حربه وما يزال بـ”الصبر الاستراتيجي”، فيما يَعتبر ما حصل في إيران “خداعًا استراتيجيًّا”. فهل سينزلق إلى مواجهةٍ جديدةٍ لإسناد إيران التي درّبته وموّلته، ويأخذ معه لبنان إلى جهنّم، خصوصًا بعد موقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأنّ حزب الله سيكون إلى جانب إيران ومعها بكلّ أشكال الدعم، ولن يكون على الحياد؟

إيران، من جهتها، تتوعّد أميركا بأنّها ستتخطّى كلّ الحدود في حال شاركت إسرائيل في حربها، وستحشد أذرعها لمدّها بالعون. لكنّ الولايات المتحدة الأميركية، وعلى لسان موفدها إلى سوريا توماس باراك، وبعد لقائه الرؤساء الثلاثة، قالها بالفم الملآن: “إذا تدخّل حزب الله بأيّ تحرّك، فسيكون هناك قرارٌ قاسٍ جدًّا”، حامِلًا رسالةً إلى المعنيين، طالبتهم أميركا فيها بضرورة الإسراع في تنفيذ مسألة حصر السلاح وسيادة الدولة، وتحييد لبنان عن الحرب بين إيران وإسرائيل، وإلّا فإنّ الفرصة النادرة التي قال عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستذهب أدراج الرياح.

وبحسب مصادر سياسيةٍ مقرّبةٍ من قوى الممانعة، لموقع “هنا لبنان”، فإنّ حزب الله ليس بوارد الردّ، وليس لديه إمكانية لذلك، بعد خوضه حرب الإسناد والتداعيات التي حصلت جرّاءها، من مقتل قياديّيه وتدمير قراه والضاحية وتهجير بيئته، مشيرةً إلى أنّ الضاحية الجنوبية تتعرّض لقصفٍ إسرائيليٍّ تباعًا، ولم يردّ الحزب على هذه الضربات.

وأشارت المصادر إلى أنّ الحزب يعيش حالةً من الترقّب والتخوّف من تدهور الأمور، وأنّ هناك اتصالات تحصل على مستوًى خارجيٍّ وداخليٍّ لثني الحزب عن القيام بأيّ ردّ فعل، ولفتت إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وخلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، طلب من حزب الله أن يتحلّى بالصبر وألّا يرفع من سقف بياناته.

أمّا عن الحرب بين إيران وإسرائيل، فأعربت المصادر عن قلقها ممّا يحصل، وبأنّه كان خداعًا استراتيجيًّا مرعبًا لم يكن متخيّلًا، مشبّهةً ما حصل بالخداع الذي حصل للعرب في حرب العام 1967 والنكسة التي تعرّضوا لها. لكنّ المصادر اعتبرت أنّ إيران لا تزال تحتفظ بأوراق ضغط، وهي الصواريخ الباليستية ومضيق هرمز، الذي يؤثّر في علاقاتها مع الصين، التي تحتاج للطاقة، وآسيا للنفط والغاز. ولفتت إلى أنّ مشاهد الدمار في تل أبيب وبعض المدن الإسرائيلية، لم تكن لتحصل لولا الصواريخ الباليستية وصمود الجيش الإيراني.

وتقييمًا لما حصل في إيران في المرحلة الأولى من الحرب مع إسرائيل، وتأثيره في لبنان، يؤكّد الدكتور عماد سلامة، رئيس قسم السياسات الدولية والسياسية في الجامعة اللبنانية – الأميركية، أنّه ليس متخوّفًا على الوضع في لبنان، لأنّه أصبح طرفًا ضعيفًا في المعادلة، والصراع أصبح مواجهةً مباشرةً بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنّ الإسرائيليّين قاموا باختراقٍ كبيرٍ في إيران، عبر قتل القادة، وتدمير المقارّ العسكرية، وتصنيع وإطلاق الصواريخ، ممّا وضع إيران في موقفٍ صعب، ويشبه ما حصل في سوريا عند سقوط نظام الأسد، والخسارة التي مُني بها حزب الله في جنوب لبنان والضاحية.

وأشار سلامة إلى أنّ التوقّعات ليست إيجابيةً، وأنّ النظام الإيراني لن يستمرّ، بسبب سيطرة إسرائيل وأميركا على أجواء إيران بالكامل، خصوصًا أنّ المجتمع الدولي لن يقبل بعد اليوم بوجود نظامٍ يديره الحرس الثوري، إضافةً إلى المعارضة الداخلية، في ظلّ الحصار الاقتصادي، والعقوبات، والشلل في النظام المصرفي، بفعل الهجمات المتواصلة. واعتبر أنّ هذا النظام لن يستطيع أن يُكمِل ما يقوم به مع المشاكل التي يُعاني منها داخليًّا، لا سيّما أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي غير محبوب شعبيًّا، وكان السيّد حسن نصر الله ذاتَ قيمةٍ أكبر، وبحسب ألدّ أعدائه بنيامين نتنياهو، كان “محور المِحور”.

وشدّد سلامة على أنّ إيران ستنهار في حال دخلت الولايات المتحدة المعركة، وشاركت إلى جانب إسرائيل في ضرب إيران ومشروعها النووي لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، إذ إنّهم لا يزالون لا يحدّدون بدقّةٍ موازين القوى. وتوقّع سلامة أن تستمرّ الحرب أسبوعًا ثانيًا، في ظلّ إعلان ترامب أنّه سيتّخذ قراره بشأن إيران خلال أسبوعَيْن، ممّا يعطي وقتًا لإمكانية التفاوض، خصوصًا أنّ ترامب، كما كشف سلامة، يريد شراكةً اقتصاديةً في مصافي النفط، عبر شركاتٍ أميركية مثل شركة “شيفرون”، ولذلك يُعطي وقتًا لإمكانية جرّ إيران مجدّدًا إلى طاولة المفاوضات، لا سيّما أنّها تُطالب بوقف إطلاق النار، وتعرف أنّ الشروط بشأن الاتفاق النووي صعبة.

الحرب بين إيران وإسرائيل قد تتّخذ أشكالًا متعدّدةً خلال الأيام المقبلة، بانتظار ما ستقرّره الولايات المتحدة، ولبنان لا خيارات كثيرة أمامه، وسيتحمّل تبعات أيّ عملٍ عسكريٍّ قد يُورّطه من أراضيه، في حال لم يُنفَّذ ما حمله باراك، بضرورة الإسراع في حلّ مسألة حصر السلاح، وسيادة الدولة، وتنفيذ القرار 1701، والإصلاحات بالسرعة المطلوبة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us