قرحاني لـ”هنا لبنان”: إيران تدخل المواجهة المباشرة لأوّل مرة… ومشروعها يترنّح
رأى الصحافي بديع قرحاني، في حديث إلى “هنا لبنان”، أنّ إيران دخلت لأول مرّة في تاريخها في مواجهة مباشرة، بعدما كانت تعتمد على الأذرع في تنفيذ استراتيجيتها العسكرية في المنطقة.
وقال: “للمرّة الأولى، إيران أصبحت في قلب المعركة، ولم تعد تحارب عبر الأذرع كالسابق، خصوصًا بعد الضربات المتوالية التي طالت أذرعها مثل حزب الله في لبنان، حماس في غزّة، والحوثيين في اليمن”.
وأضاف: “إيران التي كانت تُعرف طوال العقود الماضية بأنّها تخوض حروبها بالواسطة، أصبحت اليوم طرفًا مباشرًا في النزاع، وهي عاجزة عن حماية أجوائها”.
واعتبر قرحاني أن “المشروع الإيراني الذي بُني خلال أربعين عامًا، عبر التمدّد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، ينهار اليوم، ولم يحقّق النتائج التي كانت تطمح إليها إيران حتى من الناحية العسكرية”، مشيرًا إلى أن “الإسرائيليين نجحوا في خرق الأجواء الإيرانية، ونفذوا ما أرادوه داخل الأراضي الإيرانية”.
وفي المقابل، شدّد قرحاني على أنه “لا يمكن تجاهل تأثير الصواريخ الإيرانية التي تفاجئ الإسرائيليين”، موضحًا أنه “على الرّغم من تفاوت حجم الضرر، فإن مجرّد وصول هذه الصواريخ إلى العمق الإسرائيلي يُعدّ خرقًا خطيرًا من وجهة نظر تل أبيب”.
وقال: “لو كانت هذه الصواريخ غير تقليدية، لما كان هناك دولة تُدعى إسرائيل اليوم. مجرّد سقوط صواريخ إيرانية داخل إسرائيل يشكّل تطورًا بالغ الخطورة”.
ورأى قرحاني أن النظام الإيراني بدأ مرحلة “الترنّح”، وقال: “لا شك أن النظام الإيراني يدخل اليوم بداية النهاية. وحتى لو لم يسقط بشكل تام، فمن المستحيل أن يستمر كما هو، بالعقلية والمنهج نفسهما”.
وأضاف: “إذا استمرت الضربات، ودخلت الولايات المتحدة على الخط بشكل مباشر، فإنّ النظام الإيراني لن يتمكّن من الصمود، نظرًا لما يعانيه من أزمات داخلية كبيرة، أبرزها المشاكل العِرقية والصراعات بين مكوّنات الشعب الإيراني”.
وتابع: “بات هناك نقاش داخلي واضح في إيران حول عدم أهلية رجل دين لتولّي الحكم، وهناك أصوات تقول إن المرشد الأعلى نفسه – أي علي خامنئي – لم يعد مناسبًا للحكم”.
وأكد قرحاني أن “المرحلة التي ارتبطت بمشروع تصدير الثورة، وتأسيس الأذرع، وتقديم الدعم، قد أوشكت على الانتهاء”، وقال: “هذه صفحة ستُطوى، إذا لم يكن اليوم فغدًا، ونحن نعرف نهايتها”.
وحول دور حزب الله في هذا السياق، قال قرحاني: “في نهاية المطاف، حزب الله هو حزب عقائدي، ولم يُخفِ يومًا التزامه الكامل بأي قرار يصدر عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران”.
وختم قرحاني: “إذا طلب خامنئي من الأذرع أن تتحرّك، فسوف يتحرّكون، بغضّ النظر عن التبعات. لكنني أرى أن ذلك سيكون انتحارًا إضافيًا لحزب الله، وجرًّا للبنان نحو المجهول، وهو وضع لا يمكن للبنان تحمّله بأي شكل من الأشكال”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 بوتافوغو يفاجئ الجميع.. ويهزم باريس سان جرمان |  مبابي يتجاوز أزمته الصحية.. وريال مدريد يترقب عودته |  الرئيس عون: رسالتنا الحياة قبل كل شيء وبيروت ستبقى نبض الحياة |
