طوني عيسى لـ “هنا لبنان”: إيران تُركت وحيدة… و”الحزب” غير قادر على شنّ الحرب

رأى الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى في حديث خاص لـ”هنا لبنان” أنّ إسرائيل نجحت في تحقيق هدفها الأساسي، وهو توجيه ضربات مباشرة للقوة الإقليمية التي تشكّل خطراً عليها، أي إيران، مشيراً إلى أن طهران اليوم تُركت بمفردها في مواجهة الحرب، من دون دعم من أذرعها المنتشرة في المنطقة.
وقال عيسى إنّ “الولايات المتحدة، سواء في عهد إدارة بايدن أو إدارة ترامب، كانت تميل إلى إنتاج تسوية جديدة بشأن الملف النووي الإيراني. فيما كانت إسرائيل تدفع دائماً نحو خيار الضربات المباشرة للمفاعلات النووية وللنظام الإيراني ككل”. وأضاف: “اليوم نشهد تحقّق هذا الهدف، بعدما جرى استهداف مختلف أذرع إيران في الإقليم، من لبنان إلى غزة وسوريا واليمن، وصولاً إلى العراق حيث تم احتواء وضع حلفاء طهران سياسياً”.
وتابع عيسى: “النتيجة هي أن الساحة باتت خالية أمام إسرائيل لتنفيذ استراتيجيتها ولهذا نلاحظ اليوم أنها تواصل ضرباتها من دون أي رد فعل حقيقي من قوى أو ميليشيات محسوبة على إيران، كما كان يحدث سابقاً، خصوصاً في دعم غزة”.
وأشار إلى أن النظام الإيراني يواجه الآن خيارين لا ثالث لهما: “إما الاستسلام والتوقيع على تسوية جديدة مع الولايات المتحدة والغرب، قد تُعتبر أقرب إلى الاستسلام الكامل، أو السقوط التام بفعل الضربات العسكرية التي تنفّذها إسرائيل، وربما لاحقاً تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر”.
أما في ما يخصّ لبنان، فتساءل عيسى عن إمكان دخول حزب الله في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، قائلاً: “هل يعيد حزب الله الكرّة ويدخل في حرب جديدة مع إسرائيل؟ أم أنه اختار النأي بنفسه عن هذا الصراع؟”.
وأضاف: “بناءً على نظرية ‘وحدة الساحات’ التي تبنّاها حزب الله في السابق، كان يُفترض به أن يدعم اليوم إيران كما دعم غزة. ولكن يبدو أنّ الحزب، بعد الضربة القاسية التي تلقاها، أدرك أنّ أي مغامرة جديدة ستقوده إلى الخسارة الكاملة”. ولفت إلى أن “أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل ستكون مدمّرة، وقد تؤدي إلى تفكيك الحزب عسكرياً سواء في جنوب الليطاني أو شماله، خصوصاً مع الدعم الغربي الكامل لإسرائيل”.
وأوضح عيسى أنّ “حزب الله مضطر اليوم إلى التزام النأي بالنفس، حتى لو أن بعض كوادره يطلقون تهديدات ويؤكدون الاستعداد للرد”، معتبراً أن “كل هذه التصريحات ليست إلا مناورات، فالحزب يدرك أن إطلاق أي قذيفة باتجاه إسرائيل سيجلب عليه ردًّا مدمرًا”.
وختم قائلاً: “المفارقة أن حزب الله يلتزم اليوم بسياسة النأي بالنفس التي طالبه بها اللبنانيون سابقاً عندما دخل في معركة غزة. ولو التزم حينها كما يلتزم اليوم، لكان وفّر على نفسه وعلى بيئته كثيراً من الخسائر”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() ماذا لو ضُربت المنشآت النووية الإيرانية؟ سيناريو “تشيرنوبيل الشرق الأوسط” المحتمل | ![]() بين مواجهةٍ طويلةٍ وحلولٍ مستحيلة.. أي مستقبل تنتظر المنطقة؟ | ![]() قوى الأمن: تحية لكل أب يناضل بصمت |