أنطوان سعد لـ”هنا لبنان”: إسرائيل تخوض حرباً حاسمة… و”الحزب” ليس بوارد المواجهة

خاص 21 حزيران, 2025

في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، ومع تصاعد الحديث عن احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة، تبرز تساؤلات حول موقف “حزب الله” من هذه المعركة المحتملة. فهل ينخرط الحزب مباشرة فيها؟ أم يختار النأي بالنفس رغم التصعيد الحاصل على أكثر من جبهة؟

في حديث خاص لـ”هنا لبنان” قال الصحافي أنطوان سعد: “ما يُخشى من هذه الحرب الدائرة أن إسرائيل أرادت، بعد دخول منعطف ٧ تشرين، تغيير استراتيجيتها التقليدية القائمة على الحروب الخاطفة. ويبدو أنها دخلت ما يمكن أن يُعتبر الحرب الحاسمة، إذ يبدو أنها ماضية بالحروب التي تخوضها حتى النهاية. هي ليست في صدد أنصاف الحلول، وهذا ما يجعل المخاوف تزيد من أنها ستمضي حتى إحراز نتائج حاسمة غير ملتبسة، تقضي على قدرات خصومها وتؤمّن لها التفوق العسكري الإقليمي لمرحلة طويلة.”

وأضاف: “قبل أن تصل إلى هذا الهدف، لا يبدو أنها بصدد أي تهدئة أو مفاوضات أو اتفاقات مرحلية كما كان يجري في السابق.”

وتابع سعد قائلاً: “لا يبدو، من خلال عدّة مؤشرات، أنّ حزب الله في صدد الدخول في هذه الحرب. المؤشر الأول هو موقف الرئيس بري. لطالما حاذر الرئيس بري، منذ نهاية العام 1996، أن يتمايز في المواقف عن حزب الله. لكن تأكيده أنّ حزب الله لن يدخل في الحرب، كما تفيد الإشارات التي يرسلها من وقت إلى آخر، والرسائل التي يبلّغها من وقت إلى آخر، دليل على أنّ خيار حزب الله الأساسي هو عدم الدخول في هذه الحرب.”

وأوضح أنّ “المؤشر الثاني هو مواقف حزب الله التي تقول إنها مؤيدة لإيران في هذا النزاع، والتي تشبه مواقف إيران أثناء الحرب التي كان يقودها الحزب مع إسرائيل. كانت إيران تقول إنها تدعم حزب الله وتسانده سياسياً ومالياً وضمن إمكاناتها، من غير أن تخوض حرباً مباشرة، باستثناء عدد لا يُعتدّ به من الصواريخ التي أُطلقت ضد إسرائيل.”

وأشار سعد إلى أنّ “الرأي العام الشيعي حالياً، على ما يبدو، وبعد ما اكتشف أنّ لإيران القدرة الفعلية على إيصال صواريخ إلى إسرائيل، غير مرتاح لأي مغامرة عسكرية تندرج في خدمة التوقيت الإيراني. عندما كانوا يحتاجونها لم تفعل ذلك، فلماذا سيقومون هم بضرب إسرائيل؟ وهم الآن في صدد الحصول على المساعدات الدولية لإعادة بناء قراهم المدمّرة.”

وختم قائلاً: “المؤشر الثالث هو موقف رئيس الجمهورية الذي يتفاوض مع حزب الله مباشرةً في موضوع سلاحه، وأعلن أنّ أحداً من لبنان لن يدخل في هذا النزاع. ما يعني أنه ليس في وارد الدخول في هذه المعركة. هذا إذا وضعنا جانباً الخسارة الكبيرة التي تعرّض لها الحزب وحاجته إلى إعادة بناء نفسه، وهي عملية ستستغرقه وقتاً طويلاً.”

وخَلُص سعد إلى القول: “بناءً على كل ذلك، أستبعد أن ينخرط حزب الله في حرب مباشرة مع إسرائيل أو أن يدخل على خط القصف المتبادل معها. فعندما كان في ذروة قوته، لم يتمكن من السير طويلاً في مواجهة كهذه. فكيف ستكون الحال الآن بعد كل ما كان؟”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us