هادي مراد لـ”هنا لبنان”: الضربة الإيرانية الإسرائيلية غيّرت قواعد اللعبة.. و”الحزب” يتريّث أمام انتحار محتمل

خاص 23 حزيران, 2025

في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، اعتبر الناشط السياسي الدكتور هادي مراد أنّ “الحرب الإيرانية الإسرائيلية كانت متوقعة”، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان جاداً عندما منح الإيرانيين مهلة، لكن طهران “لم تستوعب التهديد وظنّت نفسها في موقع القوة”.

وقال مراد: “الإيراني خاطر وعاش في الأحلام، وراهن على أنّ الإسرائيلي لا يمكن أن يضرب مواقعه. لكن بين ليلة وضحاها تبيّن أنّ هناك خرقاً أمنياً كبيراً. لقد خُرقت إيران نووياً وعسكرياً وحتى من العلماء. واليوم هناك 17 عالم نووي قتلوا حتى الآن في هذه الحرب.”

وأضاف: “الإيراني جُرّ إلى المعركة، ما أضعف حظوظه في موضوع التفاوض، لأنه كان قوياً حين كان يهدد من دون تنفيذ. أما الآن، بعد أن نفّذ، فقد أصبح في موقع الضعف تفاوضياً.”

وتابع مراد: “الأميركي، الذي كان سابقاً يوافق على التفاوض حول البرنامج النووي السلمي، بات اليوم يرفض حتى مجرد طرح أي مشروع نووي، سلميًّا كان أو عسكريًّا. حتى الصواريخ البالستية أصبحت من الماضي. اليوم، التفاوض بات على بقاء النظام نفسه، لا على مشاريعه.”

ورأى أنّ “التدخل العربي هو الذي دفع ترامب إلى إعطاء مهلة أسبوعين للإيرانيين لدراسة الطرح المقدم قبل أن يفوت الأوان”، مؤكداً أنّ “الضربة التي حصلت فجر الأحد كانت متوقعة، ولكنّ الجميع كان يظن أنها ستأتي في وقت لاحق، غير أنّ ترامب يهوى المفاجآت.”

واعتبر مراد أنّ ما جرى يشكل تحولاً كبيراً: “هذه الضربة لم تكن تفصيلاً صغيراً، بل حدثاً مبدلاً وتاريخياً، حتى لو حاول الإعلام الممانع التقليل من حجمها ووقعها. هي ضربة قاسية جداً، وتحتاج إلى ليونة إيرانية إن كانت طهران ترغب في الحفاظ على بقائها لوقت أطول، لأنّها ساقطة لا محالة. وإذا لم تمتصّ تداعيات الضربة ولم تستوعب ما حصل البارحة، فستكون نهايتها كالسقوط الحر.”

وعن تداعيات ما يحصل على لبنان، قال مراد إنّ حزب الله يتعرض لضغوط للدخول في الحرب، مشيراً إلى أن “ذلك لن يغير شيئاً في المعادلات الاستراتيجية، لكنه قد يشغل الإسرائيلي على الحدود”.

وأضاف: “هذا هو المنطق الإيراني. لكن الحزب حتى الآن يفكر جيداً، لأنه يعلم أن الدخول في هذه الحرب سيكون بمثابة انتحار له وللشيعة في لبنان. لأول مرة منذ سنوات، نلاحظ تريثاً في قرارات الحزب، لأنه يدرك أنّ المرحلة اليوم مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة. لا يستطيع أن يجر البلاد وحده إلى الحرب.”

ورأى أنّ حزب الله يشعر هذه المرة بمسؤولية داخل بيئته، وقال: “أصبح الحزب مسؤولاً حتى أمام طائفته وبيئته الشيعية، ولا يمكنه الدخول في حرب بهذه السهولة، لكنه قد يُضطر إلى ذلك في حال اشتد الضغط الإيراني عليه.”

ودعا مراد الرؤساء الثلاثة إلى أن يكونوا بالمرصاد لأي محاولة لجر لبنان إلى المواجهة، مؤكداً أنّ “هذا هو الموقف الذي عبر عنه الرئيس نبيه بري والرئيس جوازف عون”.

كما انتقد رد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على هذا التوجه، قائلاً: “للأسف، ردّ عليه نعيم قاسم بخطاب أخرج لبنان من منطق الحياد، وأكد بأنّ الحزب يمكنه أن يفعل ما يحلو له إذا اقتضت الحاجة. هذا الخطاب لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يكون هناك وحدة قرار ومصير تابعة للدولة اللبنانية فقط لا غير، وإلا فإننا مقبلون على صراع أبدي قد يكلّفنا خسائر كبيرة.”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us