شارل جبور لـ”هنا لبنان”: إيران خسرت أذرعها.. وأصبحت خارج الخدمة نووياً و”بالستياً”

خاص 23 حزيران, 2025

قال رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية، شارل جبور، في حديث خاص لـ“هنا لبنان” إنّ العالم بأسره كان يدرك أنّ الحرب بين إسرائيل وإيران قادمة لا محالة، باستثناء إيران نفسها. ولفت إلى أنّ المواقف الإسرائيلية منذ طوفان الأقصى كانت تشير بوضوح إلى نية إسرائيل شنّ الحرب على إيران في الوقت الذي تراه مناسبًا، خصوصًا أنّ استهدافها لإيران بدأ فعليًا منذ اللحظة الأولى، عبر ضربتين مباشرتين واستفزازات متكررة. ما كان يجب أن يكون مؤشراً واضحاً على أنها لن تكتفي بضرب الأذرع، بل ستنتقل لاحقًا إلى رأس المنظومة الإيرانية نفسها.

واعتبر جبور أنّ اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي والرئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي سادته أجواء من عدم الارتياح من جانب بنيامين نتنياهو، عكس تبايناً في مقاربة الملف الإيراني، حيث أنّ ترامب أراد إعطاء فرصة للتفاوض تمتد لستين يومًا، في وقت كانت فيه إسرائيل مصمّمة منذ البداية على استهداف المفاعلات النووية الإيرانية.

وأشار إلى أنّ إيران أضاعت هذه الفرصة التي منحها إياها الرئيس الأميركي للوصول إلى اتفاق نووي سلمي، نتيجة إصرارها على اعتماد سياسة شراء الوقت واللعب على حافة الهاوية. واعتقدت طهران أنّ بوسعها الاستمرار بهذه المقاربة، ولم تتوقع أن تجرؤ إسرائيل على استهدافها بشكل مباشر، كما لم تكن تتوقع أن تكون الولايات المتحدة جدّية في توجيه ضربات مباشرة.

وأضاف: “إيران أخطأت في تقدير الموقف الإسرائيلي، وفشلت في قراءة اعتباره حرباً وجودية بالنسبة لتل أبيب. كما أخطأت في تقدير موقف الولايات المتحدة، وأساءت فهم الفرصة التي أتيحت لها. ويبدو أنها كانت ترفض التخلي عن استثمار استمر منذ عام 1979، شمل مليارات الدولارات في المشروع النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وتمويل أذرعها العسكرية في المنطقة”.

وأكد جبور أنّ “إصرار إيران على هذه المقاربة هو ما أدخلها في هذه الحرب، والتي تظهر حتى اللحظة أنها خاسرة فيها، وتحديداً بعد الضربات الأميركية الأخيرة. موضحًا أنّ إيران فقدت ثلاث أوراق قوة استراتيجية: أولًا، أذرعها باتت خارج الخدمة. ثانيًا، برنامجها النووي تم تدميره من قبل الولايات المتحدة ولن يكون بمقدورها إعادة بنائه إلا بعد عقود. ثالثًا، صواريخها البالستية وقواعد إطلاقها تعرضت لتدمير ممنهج.”

وذكّر جبور بأنّ إسرائيل اغتالت في اليوم الأول للحرب أبرز علمائها النوويين، إلى جانب اغتيالات طالت الصف العسكري الأولي. وأضاف: “اليوم هذه الحرب تستهدف إنهاء البرنامج البالستي، وتدمير القواعد التي تصنع وتطلق منها إيران صواريخها، من أجل قطع الطريق على أي إعادة بناء مستقبلية”.

وانطلاقًا من ذلك، يرى جبور أنّ هناك قرارًا أميركيًا إسرائيليًا واضحًا بإنهاء ثلاثة عناصر أساسية في القوة الإيرانية: النووي، الأذرع، والباليستي. وبحسب تعبيره: “إيران اليوم بات ظهرها إلى الحائط. أوراقها تُنتزع منها تباعاً، ولم يعد أمامها سوى خيار واحد: التقاط الفرصة الأخيرة من أجل الحفاظ على نظامها. فإذا قررت مواصلة الحرب، فإنّ النظام الإيراني نفسه سيكون في خطر”.

وشدّد جبور على أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم تواجهان إيران من دون أي ضوابط أو خطوط حمراء، وإذا لم تدرك إيران هذا الواقع حتى الآن، فإنّ مستقبل النظام الإيراني سيكون مهدداً بشكل جدّي.

وختم بالقول: “نحن أمام واقع جديد في المنطقة، واقع لم نشهده منذ عام 1979. إيران خرجت من الخدمة، نووياً، وباليستياً، وأيضًا على مستوى الأذرع. هذا لا يعني أن أزمات المنطقة ستُحل تلقائيًا، لكنه يعني ببساطة أن أحد أبرز مصادر التأزيم بات خارج المعادلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us