طوني بولس لـ”هنا لبنان”: الضربة على إيران أميركية بغطاء دولي… والمرحلة المقبلة تفاوض على شكل النظام

خاص 23 حزيران, 2025

في حديث خاص لموقع “هنا لبنان”، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس أنّ الضربة الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تكن مجرد عملية إسرائيلية معزولة، بل جاءت في سياق أوسع يحمل دلالات دولية واضحة. وأكد أنّ “هذه الضربة أميركية بامتياز، وتحظى بشرعية دولية، من خلال غياب أي اعتراض من الدول الكبرى كأوروبا، وروسيا، والصين، على استهداف المنشآت النووية الإيرانية”.

غطاء دولي للضربة وتحذير من تجاوز الخطوط الحمراء

وأوضح بولس أنّ “الرسالة الأساسية التي حملتها الضربة هي أنّ امتلاك إيران لسلاح نووي، أو محاولتها أن تكون قوة إقليمية خارج حدودها، هو خط أحمر دولي لا يُسمح بتجاوزه”. وأشار إلى أن “الضربة جاءت بغطاء دولي واضح، والدليل هو الصمت الدولي وعدم تسجيل أي اعتراض رسمي من القوى الكبرى، ما يفسر وجود توافق دولي ضمني على تقليم أظافر إيران النووية”.

وأضاف أن استهداف القوة البحرية الإيرانية بعد ساعات من الضربة النووية يؤكد أنّ تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز لم يعد يُنظر إليه على أنه مجرد تصريح سياسي، بل هو أيضًا تجاوز لخط أحمر دولي ثانٍ، يعرض النظام الإيراني لضربات إضافية في حال الإصرار على هذه الخطوة.

توقيت الضربة: رسالة حاسمة بعد فشل الدبلوماسية

لفت بولس إلى أنّ توقيت الضربة ليس عشوائيًا، بل جاء في اليوم الحادي والستين من المهلة التي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعطاها لإيران من أجل الدخول في مفاوضات جدية. “انتهت المهلة من دون أي نتائج ملموسة، وفهمت الولايات المتحدة أنّ إيران غير جادة في التعاطي مع الفرص الدبلوماسية”، بحسب بولس.

وبعد ذلك، منحت واشنطن طهران مهلة جديدة لإبداء استعدادها لتفكيك برنامجها النووي، لكن الرد الإيراني جاء بالتسويف والمماطلة، ما أدى إلى التصعيد. ويضيف بولس: “نحن اليوم أمام المهلة الأخيرة، وهي ليست فقط مرتبطة بالبرنامج النووي أو الصاروخي، بل تتعلق بجوهر النظام الإيراني نفسه”.

التفاوض على شكل النظام لا على نفوذه فقط

بحسب بولس، فإنّ المعركة اليوم لم تعد مع أذرع إيران في المنطقة أو مع برنامجها النووي أو الصاروخي، بل باتت مع شكل النظام نفسه. “السؤال المطروح اليوم على طاولة التفاوض هو: هل يقبل النظام الإيراني أن يتخلّى عن مشروعه الديني، وأن يتخلّى عن صبغته المذهبية لصالح دولة معاصرة مدنية تتخلى عن مشروع تصدير الثورة الإسلامية؟”

وأكد بولس أنّ بقاء النظام بات مرهونًا بتغيير جوهري في بنيته السياسية والعقائدية، لا بمجرد تعديلات شكلية. وإذا رفضت طهران التنازل، فالمعركة المقبلة ستكون معركة إسقاط النظام بالكامل، على حدّ قوله.

لا برنامج نووي ولا أذرع ولا صواريخ

في ضوء التطورات الأخيرة، يرى بولس أنّ النظام الإيراني خسر معظم أوراق القوة التي راكمها على مدى السنوات الماضية. “البرنامج النووي تم استهدافه، والأذرع الإيرانية في المنطقة تضعف تباعًا، والبرنامج الصاروخي بات تحت أعين الرصد والاستهداف”، ويخلص إلى أنّ “الخيارات أمام النظام أصبحت محدودة جدًا، وباتت معركته اليوم للبقاء وليس للتمدد”.

وختم طوني بولس حديثه بالتأكيد أنّ المعركة اليوم لم تعد على أدوات إيران بل على هويتها. “إما أن تتجه إيران نحو دولة مدنية عصرية تتخلى عن مشروع تصدير الثورة، وإما أن تُكمل مسارها التصعيدي الذي سيقود إلى مواجهة شاملة تُهدد وجود النظام نفسه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us