قاسم يوسف لـ “هنا لبنان”: هزيمة موصوفة لإيران وانتهاء مشروع “الحزب”… والخيار اليوم هو حصر السلاح بيد الدولة

خاص 24 حزيران, 2025

في حديث خاص لموقع “هنا لبنان” قال الصحافي قاسم يوسف إنّ الحرب انتهت على أساس “شبه اتفاق”، مشيرًا إلى أنّ إيران تعرّضت لضربات طالت كل ملفاتها، وعلى رأسها الملف النووي، واصفًا ما جرى بأنه “تدمير كامل للمنشآت النووية”، من بينها فوردو ونطنز، وهما منشأتان أساسيتان في تخصيب اليورانيوم.

وأضاف يوسف أنّ الأذرع الإيرانية في المنطقة تم ضربها بشكل نهائي، ولم يعد بإمكانها النهوض مجددًا، مشيرًا إلى أنّ إيران تم إخضاعها سياسيًا. واعتبر أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تحوّل إيران إلى “دولة طبيعية ضمن حدودها الجغرافية”، أي من دون دور عسكري أو سياسي خارجي، وممنوع عليها تطوير قنبلة نووية أو تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.

ولفت إلى أنّ هناك أيضًا ملفًا ثالثًا يعُمل على إنهائه، وهو ملف الصواريخ الباليستية البعيدة المدى التي تتجاوز 300 كيلومتر، مؤكدًا أنّ هناك تفاهمًا دوليًا حول تحجيم هذا النوع من القدرات.

واعتبر يوسف أن ما حصل هو “هزيمة موصوفة لإيران”، لكنه أشار في المقابل إلى وجود قرار استراتيجي دولي بعدم إسقاط النظام الإيراني، قائلاً: “كانت لدى نتنياهو رغبة حقيقية بإسقاط النظام وإحداث فوضى في الداخل الإيراني، لكن الإدارة الأميركية رفضت، وهناك تقاطع روسي-صيني-خليجي على إبقاء النظام الإيراني، لأنّ الفوضى لا تصب في مصلحة أحد”.

وفي هذا الإطار، أشار إلى أنّ قاعدة “العديد” الأميركية في قطر تم استهدافها في الساعات الماضية بـ”صواريخ محدودة من دون رؤوس حربية”، موضحًا أنّ هذا الاستهداف جرى بـ”تنسيق واضح”، واعتبره مخرجًا ساهمت فيه قطر وتركيا “لحفظ ماء الوجه الإيراني”.

وأكد أنّ “الأهداف الثلاثة الأساسية” التي كانت موضع نزاع قد حُسمت: وقف الملف النووي الإيراني بشكل كامل ولمدة طويلة، تجميد تطوير الصواريخ الباليستية، وضرب الأذرع الإيرانية في المنطقة.

وفي ما يخص لبنان، رأى يوسف أنّ البلاد دخلت في مرحلة جديدة، معتبرًا أنّ “حزب الله انتهى صباح اليوم كمشروع عسكري وإقليمي”، مشيرًا إلى أنّ نهاية الحزب بدأت فعليًا مع اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله، واليوم بات “من دون حاضنة إقليمية قادرة على دعمه أو استيعابه”، وفق تعبيره.

وقال: “كان الحزب ينتظر إمّا اتفاقًا نوويًا بين إيران وأميركا يضمن استمراره، أو انتصارًا إيرانيًا في مواجهة إسرائيل، لكن كلا الاحتمالين سقطا، ولذلك تم الذهاب إلى الخيار الثالث، وهو الهزيمة الكاملة”.

وأكد يوسف أنّ الحزب لم يعد قادرًا على الاحتفاظ بسلاحه، مشيرًا إلى أنّ المبعوث الأميركي الذي زار لبنان قبل أيام أبلغ المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أنّ أمامهم “أسبوعين أو ثلاثة لاتخاذ قرار جدي بشأن حصر السلاح”، و”خمسة إلى ستة أشهر للبدء بعملية جمع السلاح”.

وشدّد على أنّ المطلوب من الدولة اللبنانية اليوم، ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة، هو وضع خطة عمل استراتيجية لسحب سلاح حزب الله، بدءًا من مناطق جنوب الليطاني وشماله، وصولًا إلى كافة الأراضي اللبنانية.

وختم يوسف حديثه بالتأكيد على أنّ لبنان والمنطقة يسيران نحو استقرار طويل الأمد بعد وقف إطلاق النار، قائلًا: “لم يعد هناك إمكانية لتوسيع الحرب الإقليمية. لبنان كان يلعب على حافة الهاوية، واليوم الأمور حُسمت. دخلنا مسارًا يشبه ما حدث في سوريا، وركبنا قطار الاستقرار الذي نتمنى أن يكون دائمًا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us