“الرأس الإيراني يستهزئ بالذراع اللبنانية”

لماذا لم تتدخل إيران عسكريًا لمساندة لبنان، بين الثامن من تشرين الأول 2023 تاريخ بدء مشاركة “الحزب” بالحرب، و27 تشرين الثاني 2024 ، تاريخ اتفاق وقف إطلاق النار؟ ألا تستحق “ذراعها” الدعم منها؟ لماذا تركت “الحزب” ينتهي؟ يجب أن يكون ذلك رسالة إلى بيئة “الحزب” عن كيف أنّ “الرأس” يتخلى عن الذراع في عز حاجتها إليه. فهل من عبرة يجب أن تُتّخذ؟
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
في معرض ردِّه على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستعاوِد توجيه الضربات إلى بلاده، بعد وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “إيران ليست لبنان، وإذا ما تمّ خرق وقف النار سـيكون ردنا حاسماً”.
هذا الكلام لا يمكن إيجاد تفسير له سوى أنّ إيران تستهزئ بـ”الضعف” اللبناني وتتباهى بـ”القوة” الإيرانية.
هذا الكلام يستدعي تسجيل عدد من الملاحظات: فات رئيس الديبلوماسية الإيرانية أنّ ضعف لبنان، (وهو عمليًا ضعف حزب الله)، سببه إيران وليس أي طرف آخر، فالحزب ورَّط لبنان في حربٍ لا ناقة له فيها ولا جمل، فحرب “الإسناد والمشاغلة” جاء أمر العمليات بخوضها من إيران ، وما كان على حزب الله سوى التنفيذ ، فكانت الصلية الأولى من الصواريخ يوم الثامن من تشرين الأول 2023، تحت عنوان “الإسناد والمشاغلة”، وهو عنوان البيان الذي أصدره السيد هاشم صفي الدين وقتها.
هذه المشاركة في الحرب تسببت في إنهاك لبنان وكادت أن تتسبب في إنهاء حزب الله.
وعلى عكس ما قام به حزب الله من ” إسناد ومشاغلة”، لم تقم إيران بأي “إسناد ومشاغلة” ، فلم تظهر صواريخها البالستية ، التي استخدمتها في حرب الإثني عشر يومًا مع إسرائيل، على رغم أنّ الضربات كانت تستهدف أذرعها، حماس وحزب الله، فتُركت الأذرع تواجه مصيرها منفردةً، ما تسبب في تدمير غزة على رأس حماس، وتدمير جزء من لبنان على رأس حزب الله، وبدا أنّ إيران تتبرَّأ من أذرعها، فلم تقدِّم الدعم المطلوب على رغم أنّ هذه الأذرع كانت بأمسّ الحاجة إلى المساعدة.
هنا يُطرَح السؤال: لماذا لم تتدخل إيران ، عسكريًا، لمساندة لبنان، بين الثامن من تشرين الأول 2023 تاريخ بدء مشاركة حزب الله بالحرب، و27 تشرين الثاني 2024 ، تاريخ اتفاق وقف إطلاق النار؟ ألا تستحق “ذراعها” حزب الله الدعم منها؟ لماذا تركته ينتهي؟
ما يقوله رئيس الديبلوماسية الإيرانية عباس عراقجي عن أن إيران ليست لبنان، ليس استخفافًا بالحزب فحسب، بل يجب أن يكون رسالة إلى بيئة الحزب عن كيف أنّ ” الرأس” يتخلى عن الذراع في عز حاجة الذراع إلى الرأس. فهل من عبرة يجب أن تُتّخذ؟
وعلى هذه البيئة أن تسأل قيادة الحزب ونوابه عن المقصود بكلام عراقجي؟ فإذا كانت إيران لا ترد على إسرائيل إلا حين تُستَهدَف، فلماذا ورَّطت لبنان؟ ومَن يحاسبها على هذا التوريط؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() قُضي الأمر… ماذا بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية؟ | ![]() بعد حرب “الأذرع”… إسرائيل تضرب “الرأس” | ![]() تلازم المسارين: الأموال مقابل السلاح.. لا واحد من دون الآخر |