لبنان بين الدول الأغلى في أسعار البنزين! الزيادات والرسوم والحاجة الاستهلاكية أبرز العوامل المسبّبة

المحروقات كافّة التي تُستخدم في لبنان أضحت مكلفةً وقد تؤدّي إلى رفع كلفة المعيشة والأعمال السياحية والتجارية والتسبّب في أعباء اضافية، وهذا يعدّ عائقًا أمام الدورة الاقتصادية والمالية والازدهار في لبنان.
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
لا يمكن أن يمرّ خبر حلول لبنان بين أول أغلى خمس دول عربية في أسعار البنزين، وفق أرقام نشرتها “غلوبال بترول برايسز” (Global Petrol Prices)، مرور الكرام، فهو يستدعي التوقّف عنده في ظلّ ارتفاع أصوات المواطنين من غلاء أسعار هذه المادة وانعكاسها على حياتهم المعيشية.
ووِفق الأرقام الصادرة عن هذه الدراسة، فإنّ لبنان احتلّ المرتبة الرابعة وتراوح سعر اللتر الواحد لمادة البنزين داخل أراضيه 0.756 دولارًا.
وفي هذا السّياق، يعتبر عضو نقابة أصحاب محطات البنزين في لبنان جورج البراكس أنّ لبنان ليس من أغلى هذه الدول، ويقول في تصريح لموقع “هنا لبنان” إنّ هناك دولًا تفرض رسومًا أعلى بنسبة ستّين في المئة.
ويؤكّد أنّ أسعار المحروقات تتأثّر بأسعار النفط العالمية صعودًا وهبوطًا وأنّ الدول التي تُنتج النفط تعدّ أيضًا من الدول الأعلى سعرًا للبنزين، ملاحظًا أنّه من الطبيعي أن يرتفع سعر النفط بسبب تأثّره بالمواجهات التي دارت بين إسرائيل وإيران.
ويرى أنّه بعد أسبوعين من الآن أو أكثر قد تنخفض هذه الأسعار وهذا ما يظهر في جدول تركيب الأسعار.
من جهته، يقول المحلّل الاقتصادي الدكتور بلال علامة لموقعنا: “لبنان بين الدول العربية والمحيط الذي يُعتبر من أغلى البلدان في أسعار البنزين، ونحن لا نتحدّث هنا عن أوروبا أو الدول المستهلكة للنفط والتي لا تملك إنتاجًا أبدًا إنّما كلّه مستورد، وبالتالي فالأمر مكلفٌ جدًا، فبعد الزيادات التي طرأت بسبب الضرائب والرسوم والزيادة على الضريبة على القيمة المضافة على سعر صفيحة البنزين، أصبح لبنان من أغلى البلدان التي تباع فيها صفيحة البنزين. والأخطر من ذلك ان البنزين في لبنان استهلاكي وإلزامي”.
ويضيف علامة: “هذا يعني أنّه ليس لدينا كما يُقال نقل مشترك وغير ذلك من وسائل نقل كي يعود المواطن من عمله، وبالتالي يضطرّ إلى استخدام سيارته او آليته وبالتّالي يعدّ ذلك إنفاقًا استهلاكيًا باهظ الثمن مقارنةً بالدخل الفردي الذي يجنيه المواطن”.
ويلفت الى أنّ لبنان بلد مستهلك وليس هناك من إنتاج للنفط وكلّه مستورد، وبالتالي كل عملية استهلاك إضافي للنفط هي خسارة للعملات الصعبة ونزف للاقتصاد اللبناني، ولذلك عندما أصبح سعر صفيحة البنزين الأغلى في المنطقة، تأثر لبنان في موضوع الاستهلاك، كما تأثرت الدورة المالية وأصبح هذا السعر عقبةً أمام السياح الذين يأتون إلى لبنان، لأنّ الكلفة صارت مرتفعةً وتُكبّدهم مصاريف إضافيةً مقارنةً بدول أخرى، ولذلك قد يفضّل أن يتوجّه السائح إلى دولٍ أخرى، فضلًا عن أن المحروقات كافّة التي تُستخدم في لبنان أضحت مكلفةً وقد تؤدّي إلى رفع كلفة المعيشة والأعمال السياحية والتجارية والتسبّب في أعباء اضافية، وهذا يعدّ عائقًا أمام الدورة الاقتصادية والمالية والازدهار في لبنان”.
كما هو معلوم فإنّ أي ارتفاع إضافي في أسعار البنزين بات يُحسب له ألف حساب، فكيف إذا كان هذا الارتفاع جاء تصاعديًا وتصدّر معه لبنان قائمة الدول الأكثر غلاءً في أسعاره؟.