المصالح الانتخابية على نار حامية بين العونيين و”الحزب”… أجندة مفتوحة الى ما بعد أيار 2026


خاص 1 تموز, 2025

باسيل طلب من نواب الوطني الحر ومسؤوليه عدم توجيه السهام إلى حارة حريك، والالتزام بالصمت حيال أي موضوع يُطرح عليهم خلال أحاديثهم إلى وسائل الإعلام. أمّا “الحزب” الصامت الأكبر فلا حاجة لهذه الدعوة، لأنه يتفادى أي ردّ سلبي على حليفه القديم – الجديد، انطلاقًا من أنه يحافظ على خط الرجعة مع تيار مسيحي يفيده سياسيًا.

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

بعد وصول العلاقة بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” إلى ما يشبه القطيعة، إثر الردود المتبادلة بين الطرفَيْن على خلفية مشاركة الحزب في وحدة الساحات والإسناد، وانخراطه في الحرب العبثية مع إسرائيل التي أدّت إلى دمار الجنوب وجزءٍ من البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، من دون استشارة الدولة اللبنانية في قرار الحرب وكأنّه الحزب الحاكم بأمره، انقلبت المقاييس والأوضاع منذ إجراء الانتخابات البلدية في أيار الماضي، حتّى عادت المصالح الخاصة بالفريقين إلى الساحة السياسية متناسيةً كلّ الردود و”اللطشات” والتقلّبات البرتقالية والصفراء، والمواقف المتشنّجة المتبادلة، التي أشعلتها مواقع التواصل الاجتماعي عبر المناصرين، الذين تناسوا التحالف الذي أعطى النقاط الإيجابية المطلوبة لفترة لأنّ المصلحة تقتضي. أمّا اليوم فالمصيبة عادت لتجمع الخصمَيْن، بعد مرور البيئة المسيحية التي يمثّل التيار جزءًا منها بتحوّلاتٍ، والبيئة الشيعية التي يمثّلها حزب الله بضغوطات من الداخل والخارج، ممّا يعني أنّ كلّ واحد منهما يحتاج إلى الآخر وإلّا سقط من كل النواحي، والرهان قائم على مدى التجاوب والتفاهم كي تتوفّر المصالح كالسابق.

المصيبة جمعت البرتقالي والأصفر…المصالح الخاصة أولًا!
اليوم عاد المشهد عينه بعد طول غياب، بالتزامن مع طلّة المصالح الانتخابية النيابية التي ستُعيد الطرفَيْن إلى الخط التحالفي، وهذا ما جرى قبل أيام خلال لقاءٍ بعيدٍ عن الإعلام بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، اللذَيْن مرّت علاقتهما بين “طلعات ونزلات” لم تُفلح الوساطات السابقة في جمعهما، لكنّ المُصيبة نجحت اليوم وأعادتهما إلى اللقاءات التي كانت “تُفبرك” كل ما يقرّبهما سياسيًا ويُعيدهما من جديد إلى سابق عهدهما كحليفَيْن من جديد ضمن الكواليس السياسية التي ستظهر قريبًا في العلن، وسيظهر معها التنسيق المنتظر من قبل الفريقَيْن التواقَيْن إلى التحالف بعد تعدّد خسائرهما، فالحزب خسر الحرب وتوابعها وتوالت سقطاته، ليست فقط العسكرية إنّما السياسية أيضًا، أمّا التيار فمطوّق بالخسائر بدءًا بالشعبية التي تراجعت بنسبٍ كبيرةٍ غير مسبوقةٍ، وهذا ما أظهرته الانتخابات البلدية في أغلبية المناطق. وتفاديًا كي لا يتكرّر ذلك التراجع في أيار 2026، لجأ التيار العوني عبر رئيسه إلى التحالف القديم كي يبقى القديم على قدمه، وهذا هو الأفضل بالنسبة إلى رئيس التيار الذي لا يجب أن يُجرّب كثيرًا خصوصًا في السياسة، لذا فضّل الاستعانة بهذه العبارة لأنه في أحلك ظروفه السياسية، والإحصاءات تؤكّد ذلك خصوصًا بعد طرد عددٍ من نواب “التيار” من كتلة “لبنان القوي” تحت حججٍ واهيةٍ، الأمر الذي أثّر كثيرًا في شعبية التيار البرتقالي، بعد خروج نوابٍ كانوا يُعتبرون من الصقور.

حرب إلغاء على التيار العوني؟!
إلى ذلك، أشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ”هنا لبنان” إلى أنّ النائب باسيل يعتبر أنّ ما يتعرّض له تياره أشبه بحرب إلغاء ظهرت في العلن وبوضوح خلال الانتخابات البلدية قبل شهر، “لكن لا يصحّ إلّا الصحيح إذ عدنا لنبرهن عن أنّ شعبيتنا ما زالت قويةً وواسعةً ولا أحد قادر على إلغائنا”.

وعن عودة الأمور إلى سابق عهدها مع حزب الله بعد لقاء باسيل – صفا، لم تنفِ المصادر العونية حدوث اللقاء، لكنّها فضّلت عدم الغوص به “لأنّه بعد بكير أن نعلن المستجدات ولنترك الأمور تسير كما هي”. وأشارت إلى “أنّ العمل جارٍ وعلى نارٍ حامية على خط الانتخابات النيابية، وقد وُضعت أسماء المرشحين لكن بصورةٍ غير نهائية، وهناك أمور قيد البحث بين الطرفَيْن سنعلن عنها لاحقًا، ويمكن القول إنّ الوضع بات على الخط المستقيم، كما أنّ جبهات القصف العشوائي على مواقع التواصل الاجتماعي قد هدأت من قبل جمهور الحزب والتيار، وهذا ما نسعى إليه لأنه يريح الأجواء ويزيل الغيوم السوداء الملبّدة، التي كانت سائدة بين الفريقَيْن في وقتٍ سابقٍ، وهناك أجندة مفتوحة للعمل المشترك إلى ما بعد الانتخابات النيابية”.

وختمت المصادر المذكورة أنّ الاتصالات بين باسيل وصفا لم تصمت نهائيًا إنّما لفترة، ثم عادت إلى حراكها لتفتح الدروب المقفلة من جديد، حتّى في الأيام التي كانت قاتمةً لم تَغِبْ “شعرة معاوية” بين الرجلَيْن.

الجرّة المكسورة إلى الترميم
وعلى خط حزب الله فنوابه يغيبون عن السمع، وبعضهم يفضّل عدم التحدّث لأنّ الحرب تطغى على كلّ الملفات والأمور وفق ما قالوا، أمّا أوساطه فقالت لموقعنا “إنّ العلاقة في طريقها للعودة، وترميم الجرّة التي انكسرت بدأ وسوف تعود الأمور كما كانت بالفعل لا بالقول، لأنّ الطرفين تخطّيا رواسب الخلافات الماضية، وترميم العلاقة التي ترافقت مع توتّر كبير في فترةٍ معينةٍ سينجح من دون أدنى شك، خصوصًا أنّ الوحدة لا تجوز في السياسة اللبنانية، بحسب ما تلقّى الفريقان نصائح من قبل سياسيين مقرّبين، مذكّرين بأنّ الدبلوماسية في السياسة تنجح دائمًا، ويجب أن تسود بينهما”. ولفتت الأوساط إلى أنّ التحالف النيابي سيكون في معظم المناطق اللبنانية، فالوسطاء دخلوا على الخط لإصلاح الوضع وضبط الأمور، والاستيضاح السياسي مطلوب اليوم لمعرفة ما يُضمره المستقبل القريب.

الحزب وخط الرجعة مع التيار
في هذا السياق، أُفيد بأنّ باسيل طلب من نواب الوطني الحر ومسؤوليه عدم توجيه السهام إلى حارة حريك، والالتزام بالصمت حيال أي موضوع يُطرح عليهم خلال أحاديثهم إلى وسائل الإعلام. أمّا حزب الله الصامت الأكبر فلا حاجة لهذه الدعوة، لأنه يتفادى أي ردّ سلبي على حليفه القديم – الجديد، انطلاقًا من أنه يحافظ على خط الرجعة مع تيار مسيحي يفيده سياسيًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us