“توماس بارّاك” وزيارة الفرصة الأخيرة!

الردّ اللبناني يُفترض أن يكون قد تبلور بعد تنسيق بين الرئيس بري و”الحزب” ، فإذا جاء الردّ متناغمًا مع مضمون ورقة بارّاك، يكون لبنان قد تجاوز التصعيد مجدّدًا، وفي حال العكس، يكون الجانب الأميركي في حال إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتحقّق بالنار ما لم يتحقّق بالدبلوماسية.
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
حين تسلّم توماس بارّاك، الأميركي من أصلٍ لبناني، وابن مدينة زحلة، الملف اللبناني، خلفًا للمرأة الحديدية، “مورغان أورتيغوس”، اعتقد الكثيرون أنّ ابن زحلة سيكون أقل صلابةً من سلفتهِ، ابنة نيويورك، واعتقدوا أنه سيكون متساهلًا مع “حزب الله”، على عكس أورتيغوس الآتية من خلفيةٍ يهوديةٍ، والتي أثارت زوبعةً حين تعمّدت إظهار خاتمها الذي عليه نجمة داوود.
لكن من خلال المناقشات التي أجراها بارّاك في سوريا ثم في لبنان، ظهر أنّ هذا الرجل لا يقلّ صلابةً عن “أورتيغوس”، وأكثر من ذلك، فهو الصديق الشخصي للرئيس ترامب، وقد دفع ثمنًا غاليًا في عهد الرئيس جو بايدن، نتيجة صداقته مع الرئيس ترامب.
بارّاك عاد من التقاعد ليُنجزَ المهمة التي كلّفه بها الرئيس ترامب، هي مهمّة مزدوجة: سوريا ولبنان، وليست مصادفةً، أن يأتي إلى دمشق وبيروت آتيًا من تركيا، وكأنّه بذلك يهدف إلى إرسال رسالةٍ متعدّدة المعاني مفادها بأن عواصم المنطقة لم تعد مقفلةً على بعضها، بل إن الانفتاح سيكون سِمةَ المرحلة المقبلة التي شرطها الأساسي انتفاء الحروب، وبالتالي لا وجوب لأي سلاح في أي دولة خارج سلاح المؤسّسات الرسمية الشرعية من جيش لبناني وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة.
توم بارّاك في زيارته للبنان بدءًا من الاثنين المقبل، يُفترض أن يتسلّم الردّ اللبناني على ورقة المطالب التي قدّمها إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس نبيه بري ورئيس الحكومة نوّاف سلام. والردّ اللبناني يُفترض أن يكون قد تبلور بعد تنسيق بين الرئيس بري وحزب الله، فإذا جاء الردّ متناغمًا مع مضمون ورقة بارّاك، يكون لبنان قد تجاوز التصعيد مجدّدًا، وفي حال العكس، يكون الجانب الأميركي في حال إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتحقّق بالنار ما لم يتحقّق بالدبلوماسية.
إنّها الفرصة الأخيرة التي يحملها بارّاك، فهل يتلقّفها لبنان؟.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() العلاقة بين لبنان وسوريا أمام اختبار صعب وقاسٍ! | ![]() “الرأس الإيراني يستهزئ بالذراع اللبنانية” | ![]() قُضي الأمر… ماذا بعد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية؟ |