وجدي العريضي لـ”هنا لبنان”: زيارة باراك حاسمة… وسلاح الحزب مقابل إعمار وضمانات؟

أكد الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي، في حديث لـ”هنا لبنان”، اليوم الثلاثاء، أنّ زيارة المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، توم باراك، إلى بيروت ليست عابرةً، بل تأتي في سياق ضغوطٍ متجدّدةٍ لحسم ملف سلاح حزب الله، الذي يُشكّل محور زياراته الثلاث الأخيرة، موضحًا أن ترامب كان واضحًا في تكليفه لباراك بمهمة محددة: إقفال الملف اللبناني من بوابة نزع السلاح، نظرًا لعلاقة الثقة التي تجمعه بالمبعوث الأميركي.
ورأى العريضي أنّ الزيارة تُحيط بها ضبابية كبيرة، بانتظار ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة، وخصوصًا بعد لقاء باراك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يُتوقّع أن يُحدّد اتجاه الأمور، والسؤال المطروح: هل حصل باراك على جوابٍ واضحٍ بشأن استعداد حزب الله لتسليم سلاحه؟
وأشار إلى أن الطرح الأميركي يتضمن مقايضة واضحة: تسليم السلاح مقابل حزمة من الضمانات، من بينها:
– إعادة إعمار المناطق المتضررة.
– انعقاد مؤتمر دولي للمانحين.
– رفع العقوبات عن الحزب.
– عدم إدراجه على لوائح الإرهاب.
هذا السيناريو، بحسب العريضي، “سيستخدمه حزب الله للقول لبيئته إنّه لم يُهزم، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات النيابية”، ما يسمح للحزب بتقديم التنازلات من دون أن يُتّهم بالهزيمة.
في المقابل، شدّد العريضي على أن دول الخليج ما زالت متحفّظةً تجاه الواقع اللبناني الراهن، بسبب استمرار وجود سلاح غير شرعي، وهو ما يُعدّ عائقًا أمام أي استثمار خارجي. واستشهد بموقف رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور، الذي عبّر بوضوح عن استحالة الاستثمار في بلدٍ يفتقر إلى سلطة واحدة وشرعية واضحة.
وقال إن “لبنان يقف على مفترق الترقب والانتظارات، وسط مشهد إقليمي ودولي معقّد”. وتساءل: “ماذا حملت زيارة توم باراك؟ ماذا يحصل في سوريا؟ هل نحن أمام مؤتمر دولي قريب للمانحين؟ وهل ستعود دول الخليج للمساهمة في إعادة إعمار لبنان؟”، مؤكدًا أنّ هذه الأسئلة مشروعة وتُطرح بقوة في ظلّ الأوضاع الراهنة.
وأضاف العريضي: “إذا تم تسليم السلاح، وظهرت مؤشرات إيجابية من خلال زيارة باراك، فإنّ معالم المرحلة المقبلة ستتّضح خلال الأيام القليلة المقبلة، ليُبنى على الشيء مقتضاه. أمّا إذا لم يتحقّق ذلك، فقد نكون أمام حقبة جديدة تُعيد إسرائيل إلى الواجهة، بهدف استكمال ضرب البنية التحتية لحزب الله”.
ولفت العريضي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قبل نحو أسبوعين في واشنطن، حيث حصل على غطاء أميركي واضح، إذ إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر، قائلًا له: “إذا لم يُسلّم حزب الله سلاحه، استكملوا تدمير ما تبقى من بنيته العسكرية”.
وختم العريضي بالتأكيد أنّ الغموض لا يزال يلفّ هذه الزيارة، وتحديدًا موقف حزب الله، مشيرًا إلى أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمةً لجهة تحديد اتجاه الأمور، وما إذا كنّا أمام تسوية جديّة أو تصعيد مفتوح.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() حرّ شديد يسيطر على لبنان… اليكم تفاصيل طقس الأيام المقبلة | ![]() وزير الصحة: لبنان لن يكون مصنعًا للكفاءات المهاجرة | ![]() سرّ مذهل وراء نجاح هؤلاء |