هل بإمكان باسيل أن يغسل يديه؟


خاص 23 تموز, 2025

لا يحقّ لباسيل أن يطالب بتسليم سلاح حزب الله، بعد أن غطّاه لسنوات، في 7 أيار، وفي إقفال وسط بيروت بالقوّة، وفي استقالة حكومات، وفي المشاركة في الحرب على سوريا، وفي منع الاحتفال بانتصار الجيش في معركة “فجر الجرود”، وفي الاستيلاء على قرار الحرب والسلم… 

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

بات واضحًا ما يقوم به رئيس التيّار الوطني الحر. هو يريد، من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابيّة المقبلة، أن يستغلّ موقعه في المعارضة إلى أقصى الحدود. ولكنّ السؤال: هل بإمكان باسيل أن يغسل يديه؟

فموقع المعارِض فُرض على باسيل عبر استبعاده من الحكومة، ولم يكن من اختياره أبدًا. أمّا خطابه المُنتقِد للعهد فيُردّ عليه، ببساطة، بأنّ عهد الرئيس ميشال عون لم يخلُ من كارثة، ونحن على مسافةِ أيّامٍ من ذكرى انفجار 4 آب الذي وعد الرئيس السابق بإنجاز التحقيقات فيه في خمسة أيّام، رافضًا التحقيق الدولي. والنتيجة: لم نعرف السبب، ولم يُحاسَب المذنب.

أمّا انتقاد باسيل للحكومة، فمردودٌ أيضًا، إذ إنّ الحكومات التي شارك فيها، والتي تأخّر تشكيلها أشهرًا طويلة بسببه، وقد بلغت حصّته في إحداها عشرة وزراء، لم تنجز شيئًا، بل ساهمت في إيصال البلد إلى الانهيار. من دون أن نغفل عن الدور الجُرمي الذي ارتكبته حكومة حسان دياب التي شارك باسيل في اختياره ولم يوجّه إليهِ كلمة انتقاد واحدة، لا بل دافع عن خطّته الاقتصاديّة الجهنميّة.

ولا يحقّ لباسيل، بالتأكيد، أن ينتقد وزير الخارجيّة وتشكيلاته الدبلوماسيّة، إذ هو من حوّل سفارات لبنانيّة إلى مقرّاتٍ لتيّاره، وهو من استغلّ موقعه لتنظيم مؤتمرات للاغتراب لم تحقّق سوى الأرباح الماديّة لمنظّميها.

ولا يحقّ لباسيل، خصوصًا، أن ينتقد وزير الطاقة وقد رافقتنا العتمة لسنواتٍ بفضله، ناهيك عن الأموال التي أُهدرت على صفقة البواخر.

وليس من حقّ باسيل، أن يعود إلى سنوات الحرب ليهاجم سمير جعجع، بعد أن وقّع عمّه وثيقة تفاهم في معراب، حين كان الوصول إلى الرئاسة أولويّة، لا الشهداء والكنائس.

ولا يحقّ لباسيل أن يطالب بتسليم سلاح حزب الله، بعد أن غطّاه لسنوات، في 7 أيار، وفي إقفال وسط بيروت بالقوّة، وفي استقالة حكومات، وفي المشاركة في الحرب على سوريا، وفي كلام السيّد حسن نصرالله عن أنّ نهر البارد خطّ أحمر، وفي “زعرنات” الشوارع، وفي منع الاحتفال بانتصار الجيش في معركة “فجر الجرود”، وفي المشاركة في الحرب السوريّة، وفي الاستيلاء على قرار الحرب والسلم، وفي التهريب والسيطرة على مرافق عامّة وممتلكات خاصّة…

هذه كلّها ارتكبها جبران باسيل، ولن نقبل، من أجل أن يربح بعض الأصوات في الانتخابات النيابيّة المقبلة، أن يؤدّي دور المعارض وقد استغلّ السلطة وتنعّم بمغانمها وأخذ قسمًا من المسيحيّين إلى خياراتٍ حملت الويلات.

لا، ليس باستطاعة جبران باسيل أن يغسل يديه ممّا اقترفته لسنوات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us