هل مهّد باراك لمفاوضة “الحزب”؟


خاص 26 تموز, 2025

هل هناك احتمال أن تلجأ واشنطن إلى التفاوض المباشر مع “الحزب” تماماً كما فعلت مع حركة “حماس” التي تعتبرها أميركا وإسرائيل إرهابية طالماأنّ السلطة اللبنانية غير قادرة على اتّخاذ قرار الحسم؟

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

جولة توم باراك الأخيرة أقل ما يقال فيها إنها كانت ملتبسة وشكلت في الوقت نفسه إحراجًا للحكم بالتحديد. غادر المبعوث الأميركي الخاص على وعد أن أميركا دونالد ترامب لن تترك لبنان وأنها ستقدم الدعم له في المجالات كافة شرط أن يتم سحب سلاح “حزب الله”، ولكن كيف ومن قبل من؟ وكانت الجولة هذه المرة طويلة، وشملت، ليس فقط أركان السلطة، وإنّما معظم القوى السياسية، وكان لافتا فيها زيارته لوليد جنبلاط وتوسعه سنياً بعشاء عند فواد مخزومي، بعدما زار في المرة السابقة سمير جعجع. واقترنت زياراته بأكثر ر من تصريح وموقف راوح بين الحاسم تجاه “حزب الله” عندما ذكر بأنّ الولايات المتحدة تعتبر “حزب الله” تنظيماً ارهابيًّا، اي أنها لا تتفاوض معه، مستدركًا أن سحب السلاح مسألة لبنانية لا دخل لواشنطن بها. وركز في المقابل على ما اعتبر أنها خطوة على الحكومة اللبنانية، التي أصر على تسميتها بالتحديد، أن تقوم بها وما تكرر التزامها بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وكذلك يفعل رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي كرر جازما أمس الأول هذا الالتزام، وكذلك فعل رئيس الحكومة نواف سلام الذي عاد من زيارة باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معربا عن ارتياحه لالتزام فرنسا دعم التجديد للقوات الدولية “يونيفيل” في جنوب لبنان ومسالة حصر السلاح في يد السلطة اللبنانية.
غير أنّ اللافت في تصريحات باراك كلامه حول التأكيد على أن واشنطن تعتبر “حزب الله” إرهابياً لم يكن له ما يبرره، خاصة وهو الذي أكد أكثر من مرة أنّ على الدولة القيام بمهمة سحب السلاح. فلماذا توضيح هذا الأمر المعروف والمعلن منذ عشرات السنوات؟
في المقابل يكرر “حزب الله” على لسان أمينه العام نعيم قاسم بالتحديد ثم عدد من مسؤوليه ونوابه أنه يرفض تسليم سلاحه، ويضيف أنه لا يسلمه لإسرائيل. هنا أيضاً تفي غير مبرر لأن لا أحد طلب منه ذلك أو طرح عليه، كما أنه يعلم أن السلاح جنوب الليطاني يتم تسليمه للجيش الذي يقوم بإتلاف معظمه. وقد حاول الحزب وقلة تدور في فلكه التلطي وراء أزمة السويداء السورية لنشر حالة من الخوف المزدوج، الإسرائيلي والداعشي كما يروجون، الذي ممكن أن يهدد لبنان من أجل تبرير تمسكهم بالسلاح. أكثر من ذلك زاد الوزير السابق والقيادي محمود قماطي أن حصرية السلاح لا تعنيهم لأنهم به يدافعون عن لبنان. وهذا كلام فعلاً مضحك إذ بات واضحًا للجميع ولجمهوره بالتحديد أن ما يعتبره دفاعا عن لبنان أو ما أسماه أمينه العام السابق حسن نصرالله “حرب الإسناد” أو “المشاغلة” قد قضى على آلاف الضحايا من ناسه ومحيطه وفي مقدمهم أمينين عامين وعشرات القياديين العسكريين والميدانيين ناهيك عن الدمار الذي أصاب مناطق بكاملها وشرد مئات الآلاف الذين لا يزال معظمهم في العراء. فعن أي دفاع يتكلم؟ ثم يقول قماطي أنّ هم الحزب هو الوحدة الوطنية، فيما يطالب معظم اللبنانيون بأن يسلّم “حزب الله” سلاحه… كما يبدو أن الحكم في سوريا الذي كان القاعدة الأساسية لـ”حزب الله” منذ عشرات السنين يصر هو الآخر على أميركا حسب ما تسرب أن تصر على أن يسلم الحزب سلاحه. غير أن الجميع يعرف أنّ مثل هكذا قرار هو في يد سلطة الملالي في إيران التي تصر على عدم التسليم اليوم لأنها ما زالت تراهن على مفاوضاتها مع ترامب، ويبقى “حزب الله” في رأيها إحدى أدوات الضغط القوية في هذا الاتجاه سواء على أميركا او على إسرائيل التي تستمر في ضغطها العسكري اليومي على “حزب الله” منذ التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار قبل ثمانية اشهر.
لذلك هل يمكن تفسير التوضيحين-النفيين من قبل الولايات المتحدة ومن قبل “حزب الله” باحتمال أن تلجأ واشنطن إلى التفاوض المباشر مع “حزب الله” تماما كما فعلت مع حركة “حماس” التي تعتبرها أميركا وإسرائيل إرهابية طالما أنّ السلطة اللبنانية غير قادرة على اتخاذ قرار الحسم؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us