إبتسامات باراك تخفي وراءها تشاؤماً وتأرجحاً بين العصا والجزرة…هل يدخل لبنان قريباً في عين العاصفة؟

تخفي إبتسامات باراك وراءها الكثير من التحرّكات، كي تتجاوز المصاعب وتضع النقاط على الحروف من خلال دبلوماسية قلّ نظيرها، هدفت إلى تحقيق ما يريده في الكواليس وبهدوء لافت، وفي هذا الإطار نقل عنه عارفوه أنه يحقق ما يريد بأقل الأضرار، مما يضعه في الصف الأول من بين الموفدين الاميركيين الذين تعاقبوا على هذه المهمات الصعبة، فكان الرابح الأول والأيام ستبرهن ذلك
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
تبرز دائماً ابتسامات الموفدين الأميركيين خلال زياراتهم لبنان ولقائهم كبار المسؤولين، لإنهاء ملف سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية، التي تنطلق منها الحلول لإراحة لبنان بعد سنوات من الحروب العبثية، التي أوقعته في قلب الانهيارات وما زالت. هذه الابتسامات الساخرة التي تخفي وراءها تشاؤماً وتهديدات بما لا يحمد عقباه، تتأرجح دائماً ما بين العصا والجزرة منذ بدء زيارة آموس هوكشتاين، الذي تميّز بابتساماته العريضة التي لا تغيب حتى في أحلك الظروف، تبعها تفاؤل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، مع لهجة قاسية نارية مترافقة مع ابتسامة بعد إعلان المواقف الإسرائيلية والأميركية، بضرورة تجاوب لبنان الرسمي مع الشروط والقرارات الدولية، التي تحوي البنود الداعية إلى تسليم السلاح وحصره بيد الدولة، وإلا لن يكون هنالك مساعدات ولا إعمار، وصولاً إلى الموفد الأميركي الحالي من أصل لبناني توم باراك، الذي لم يفهم عليه أحد من كثرة مواقفه التي لا تشبه بعضها، إذ تارة يكون متفائلاً ويستشعر إيجابية غير صحيحة، فينقلها إلى المنابر اللبنانية فيما هي بعيدة عن أرض الواقع، لأنه يريد زرع التفاؤل لا أكثر، وطوراً نراه يقول الحقيقة كما هي، فيبشّرنا بأنّ الوقت يمضي ولا حلول ولا مدة زمنية مقدّمة من لبنان، فيما هو يملك كل الأوراق الضاغطة من قبل الإدارة الأميركية، مع ضوء أخضر بالتهديد بعودة الحرب والغارات بشكل أعنف بكثير، في حال لم تنفذ الشروط، مما يعني أنّ المنتظر سيكون مغايراً جداً لأنّ الإستعانة بالدبلوماسية لا تعمّر في لبنان، ولا يجدي اللعب على الحبلين ولا تذاكي حزب الله الذي لا يمكن أن يطول، كذلك الابتعاد عن الردود الإيجابية المطلوبة لا يفيد لأنه لا يدوم، والمطلوب تنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري، لأننا لا نملك ترف الوقت ولا يمكن أن يكون الوقت الحجّة الدائمة.
إنطلاقاً من هنا ووفق مصدر دبلوماسي عربي نقله نائب معارض لـ” هنا لبنان”، فهذه المرّة سيكون الوضع مختلفأً، فالضربات العسكرية ستكون غير مسبوقة مع عقوبات اقتصادية جديدة، والرسائل أوصلها باراك مع لهجة قاسية لم تظهر في الإعلام بل وراء الأبواب الموصدة وبثقة كبيرة وعلى ما يبدو هي الأخيرة، لأنّ نهاية شهر آب وبداية أيلول ستكون النقطة الأهم، وعلى الحزب أن يفهم أنه يأخذ لبنان إلى قعر الهاوية وبصورة نهائية، على الرغم من تلقيه نصائح من القريبين والبعيدين بعدم الغوص في النار والمخاطر، بل بتنفيذ القرارات الدولية التي سبق أن وافق عليها، وأبرزها تسليم السلاح وحصره في يد الدولة، كي ينال لبنان مطالبه وحقوقه المشروعة لجهة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في الجنوب، مع التشديد على وقف الخروقات الإسرائيلية اليومية، وترسيم الحدود البريّة من خلال التفاوض غير المباشر وبالعودة إلى اتفاقية الهدنة في العام 1949
اذاً من المفترض أن يدخل شهر آب ضمن المباحثات الرسمية، كي يكون لبنان مستعداً لتنفيذ القرار 1701، وإعلان الحكومة عن خطة تنفيذ سحب السلاح على مراحل، سيتأخر ليدخل معه شهر أيلول ضمن نصفه وليس نهايته، وإلا فالآتي أعظم ونقطة على السطر الأميركي.
هذه المخاوف تؤكد سخونة الشهرين المقبلين في حال بقي الوضع على ما هو عليه، أي تمرير الوقت من قبل الحزب الأصفر المستمر في تهديداته، عبر أمينه العام نعيم قاسم، الذي عاد ليكرّر الشعارات التي باتت في خبر كان: “شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه، الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون وجاهزون دائماً”، على الرغم من تسلّم لبنان الرسمي رسائل تحذيرية من باراك، حول إمكانية إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربات ضده خلال الأيام المقبلة، للضغط عليه لتنفيذ الشرط الأول أي نزع السلاح.
أمام هذا الواقع المخيف، بقيت ابتسامات باراك تخفي وراءها الكثير من التحرّكات، كي تتجاوز المصاعب وتضع النقاط على الحروف من خلال دبلوماسية قلّ نظيرها، هدفت إلى تحقيق ما يريده في الكواليس وبهدوء لافت، وفي هذا الإطار نقل عنه عارفوه أنه يحقق ما يريد بأقل الأضرار، مما يضعه في الصف الأول من بين الموفدين الأميركيين الذين تعاقبوا على هذه المهمات الصعبة، فكان الرابح الأول والأيام ستبرهن ذلك وفق ما أشار عارفوه.