مجانين طهران


خاص 29 تموز, 2025

بما أنّ مساحة طهران تسمح لها باستيعاب مجانين عظمة من كل العالم وإطلاقهم في شوارعها، فحبذا لو ترسل بطلب مسؤولي “الحزب” العازمين على محو إسرائيل في أيلول المقبل أو في تشرين على أبعد تقدير بعدما اصطادت هداهد الحزب ما تيسر من الجنود الإسرائيليين منذ وقف إطلاق النار

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

في ستينات القرن الماضي طرحت الحكومة موضوع استملاك أراضٍ لبناء مستشفى للأمراض العقلية، أي “عصفورية “على ما درجت على ألسن العامة فاقترح النائب الراحل الدكتور شهيد الخوري، على سبيل المزاح: الاكتفاء بدل الاستملاك بتسوير عمشيت، لاحتواء الجنون فيها وأصحاب “الشعطات الموصوفة”.
وعلى صعيد أكبر وأوسع وأشمل تصلح مدينة طهران لتكون مدينة نموذجية تضم مجانين الحرس الثوري ومجلس الشورى وكبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وآخر “الموشوشين”، نائب رئيس مجلس بلدية طهران بالذات، برويز سروري، ففي تصريح لموقع “ديده ‌بان إيران” أعلن ما يأتي: “لدينا صاروخ (خرمشهر 5) القادر على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ 16 مرة، ويبلغ وزن رأسه الحربي 2 طن، وهذا الصاروخ وحده كافٍ لمحو إسرائيل عن وجه الأرض”.

وهذا الصاروخ متروك لوقت الحشرة؟

لو صحّت معلومات سيد برويز لبروزت له صورة مترين بمتر ونصف المتر في صدر الصالون. وفي مطلق الأحوال قبل صدور تأكيد من الجنرال منير شحادة حول فعالية “خرمشهر” يبقى الصاروخ أمراً خرا…فيًّا.

مثل سروري العشرات لا بل مئات يرددون كالببغاوات منذ العام 1979 إنّ إسرائيل “كيان مؤقت” ومصيرها “الزوال المحتوم”. مرشد يحكي وعاقل يفهم.
ومن المسؤولين المجانين من وعد مشاهدي قناة العالم بتدمير حيفا وتل أبيب بسبع دقائق ونصف الدقيقة. لا 8 ولا 7. هو المستشار العسكري لقائد فيلق القدس العقيد أحمد كريم بور ما غيرو، وجاء في حرفية التصريح: “عندما يقول سماحة قائد الثورة الإسلامية أنه لو استلزم الأمر سنسوي تل أبيب وحيفا مع الأرض في غضون 7 دقائق ونصف فلا مزاح في الأمر وجميع مدننا جاهزة لمثل هذه العمليات ” ومنذ العام 2017 وإيران نايمة على السبعة ونص.

في حزيران الفائت قال مجنون إيراني للسي أن أن “لا ينبغي لإسرائيل أن تكون سعيدة بانخفاض عدد الصواريخ التي تُطلق، ومن الأفضل لها أن تلتزم الصمت، وأن تصبح مجرد مراقب في مواجهة توازن القوة الإيرانية المتفوقة الجديد”. بلع وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس لسانه. بلع الصفيرة (كمراقب) والتزم الصمت.

وبما أن مساحة طهران تسمح لها باستيعاب مجانين عظمة من كل العالم وإطلاقهم في شوارعها، فحبذا لو ترسل بطلب مسؤولي “الحزب” العازمين على محو إسرائيل في أيلول المقبل أو في تشرين على أبعد تقدير بعدما اصطادت هداهد الحزب (جمع هدهد) ما تيسر من الجنود الإسرائيليين منذ وقف إطلاق النار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us