زياد الرحباني ينسي اللبنانيين سيرة الحرب.. و”الحزب” يتحضر

الجمع السياسي الغفير الذي واكب جنازة زياد الرحباني بالحضور وبإصدار بيانات النعي من كل الاتجاهات، كاد ينسي اللبنانيين أنّ الحرب على الأبواب، بعد رحيل الموفد الأميركي توماس باراك إلى بلاده من دون الاستحواذ على الجواب الشافي والمقنع بأنّ الدولة عازمة على الانتهاء من ملف السلاح غير الشرعي في غضون أشهر عدّة
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
خطف الفنّان زياد الرحباني الأضواء الإعلامية برحيله المفاجئ، وبحضور الأم الحزينة، الأيقونة الثكلى فيروز جنازة ولدها، بعد رحيل ابنتها وزوجها.
الجمع السياسي الغفير الذي واكب الجنازة بالحضور وبإصدار بيانات النعي من كل الاتجاهات، كاد ينسي اللبنانيين أنّ الحرب على الأبواب، بعد رحيل الموفد الأميركي توماس باراك إلى بلاده من دون الاستحواذ على الجواب الشافي والمقنع بأنّ الدولة عازمة على الانتهاء من ملف السلاح غير الشرعي في غضون أشهر عدّة.
ردّة الفعل الأميركية كانت متوقعة بحسب مصادر “هنا لبنان” التي أكدت استياء الإدارة الأميركية من عدم الجزم اللبناني بأنّ مسألة لمّ السلاح صارت أمرًا واقعًا.
والإستياء الأكبر بحسب المصادر، يأتي من خلال المعلومات الدقيقة حول قيام “حزب الله” بتنظيم صفوفه من جديد، واستعداده لأي حرب محتملة، بدلًا من وقوفه خلف الدولة وتركها تقوم بواجبها السيادي الذي يبدأ بحصر السلاح، وينتقل إلى بسط سلطتها على كامل أراضيها من دون أي وجود لأي عنصر إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.
وتعتبر المصادر أنّ الفرصة كانت كبيرة جدًا، لكنها بدأت تصغر، و”حزب الله” الخبير بشراء الوقت والتمييع، يشعر يومًا بعد يوم أنّ عدم إقدام الحكومة على تنفيذ بيانها الوزاري أعاد له الأوكسيجين وبدأ يتنفس الصعداء، وكأن حربًا لم تقع.
لكن كل هذه الحسابات، ودائمًا بحسب المصادر، تصطدم بإصرار إسرائيل على عدم السماح لأي فصيل مسلّح أن يلتقط أنفاسه من جديد، وسيناريو غزّة ممكن أن يعود وينتقل إلى لبنان في أي وقت.
من هنا، تبدو الخشية حقيقية من تجدد الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”، بوتيرة أكبر من الاستهدافات اليومية وأصغر من الحرب التي اغتالت فيها كبار قادة الحزب.
في المحصلة، ليس هناك من يمنع إسرائيل من استكمال عملياتها الحربية في ظل حجّتها القويّة بعدم تنفيذ الاتفاق من الجانب اللبناني، ومن بعد خروج أميركا خالية الوفاض من جولات التفاوض مع السلطة السياسية في لبنان.
وعليه، تبدو الحاجة ملحّة إلى تحرّك سياسي سريع، وأوامر حكومية متشددة للجيش اللبناني لأن يُفعّل دوره، ويكون حيث يجب أن يكون، ليعيد الأمل بأن الدولة مصمِّمة على إنهاء ملف السلاح غير الشرعي بأسرع وقت ممكن، وأن زمن تحكّم الميليشيات بالسياسة في لبنان صار من الماضي..
الوقت عدوّ الجميع.. هل من يعتبر؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() لبنان ليس سوريا… ولن يكون! | ![]() من يُواجه نبيه برّي بالحقيقة؟ | ![]() من يُخرج نعيم قاسم من عنق الزجاجة؟! |