ملف النازحين السوريين ينتقل إلى مرحلة متقدمة من الحل.. فهل آن الأوان لإنهائه؟
هناك توقعات رسمية أن يصل عدد السوريين العائدين قبل انطلاق العام الدراسي المقبل إلى ٣٠٠ ألف. وقد أعلن بالأمس عن انطلاق المرحلة الأولى من خطة الحكومة لعودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام والسلطات السورية
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
يخطو ملف النازحين السوريين في لبنان في اتجاه المعالجة الحاسمة تحت عنوان “خطة العودة ” التي أقرتها الحكومة اللبنانية، فما سجل مؤخراً من أرقام كان مشجعاً، ولولا الأحداث التي شهدتها المناطق السورية مؤخراً لكان ارتفع العدد.
وفي كل الأحوال، تتقدم هذه الخطة في سياق سريع وهناك توقعات رسمية أن يصل عدد السوريين العائدين قبل انطلاق العام الدراسي المقبل إلى ٣٠٠ ألف. وقد أعلن بالأمس عن انطلاق المرحلة الأولى من خطة الحكومة لعودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام والسلطات السورية.
وفي هذا السياق، تفيد مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أنّ التواصل الذي تم بين السلطات اللبنانية والسورية من شأنه أن ينقل هذا الملف إلى مرحلة الترجمة الفعلية ، مع العلم أنّ العودة ووفق التصريحات الرسمية تنقسم بين منظمة وغير منظمة، والعودة المنظمة تعني تسجيل أسماء العائدين وتأمين حافلات لنقلهم أما العودة غير المنظمة فتعني أن يحدد النازح موعد مغادرته وتأمين وسيلة لنقله وسيحصل النازح الذي اعتمد أيًّا من الوسيلتين على مبلغ مئة دولار أميركي، كما أنّ الأمن العام سيعفي المغادرين من الغرامات المترتبة عليهم نتيجة إقامات منتهية الصلاحية مع شرط عدم العودة إلى لبنان.
وفي الوقت نفسه فإنّ هناك وعوداً بدعم الهيئات المانحة لهذه العودة وتأمين المساعدة للنازحين في سوريا وضمان عدم عودتهم بطريقة غير شرعية إلى لبنان لأسباب اقتصادية.
وتتحدث المصادر عن أن لا موعد محدداً للانتهاء من هذا الملف إنما الأمور تتقدم أفضل من أي وقت مضى، في حين أبلغت مصادر رسمية لبنانية “سكاي نيوز عربية” أنه ابتداءً من كانون الثاني ٢٠٢٦ لن ييقى أي سوري في لبنان بصفة نازح.
ويُقدَّر عدد السوريين في لبنان، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بنحو 1.4 مليون شخص، من بينهم 717657 نازحاً مسجّلين لدى المفوضية.
وبحسب الأرقام الرسمية للمفوضية فقد عاد 507672 نازحاً إلى سوريا عبر الدول المجاورة منذ 8 كانون الأول 2024، منهم 172801 من لبنان.
ويشير النائب أديب عبد المسيح في تصريح لموقعنا إلى أنّ الملف وضع على السكة الصحيحة وأنّ الحكومة تلقت وعداً من الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي لإعادة النازحين على شكل دفعات إلى سوريا ولا سيما أولئك الراغبين في هذه العودة من تلقاء أنفسهم.
ويرى النائب عبد المسيح أنّ هناك بوادر جيدة في هذا الملف لأنّ التعاطي فيه يتم بشكل جدي وقد نحتاج وفق قوله إلى بضعة أشهر حتى يعود النازحون إلى بلادهم، مقدراً عدد الذين عادوا بين ١٥٠ ألفاً و٢٠٠ ألف نازح.
ويشدد على أنّ مسألة العودة الطوعية وما يقوم به الجيش من مهام في ملاحقة ومداهمة من دخل بصورة غير شرعية ويمثل تهديداً أو خطراً على الأمن القومي سيساهمان من دون شك في عودة النازحين، مشيداً بالتوجه المعتمد في هذا الملف الذي ما من خلاف حوله وهذا ما يرجّج إمكانية حله سريعاً في عهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
قد يمر ملف النازحين السوريين بمراحل متعددة قبل إنهائه، فهل ينجح المعنيون بحسمه هذه المرة أم تضيع الفرصة مجدداً؟
