هل يكون “آب اللهَّاب” شهر قرار تسليم السلاح؟


خاص 2 آب, 2025

الحكومة أجرت كلّ الإحاطات الممكنة لتصل إلى جلسة الثلاثاء، يُقرّ فيها بند “حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية”، فهذا الاستحقاق لم يعد خيارًا ولا “ترفًا”، بل أصبح مُلزمًا.


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

غروب الخميس من هذا الأسبوع، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق معيّنة في السفوح الشرقية من السلسلة الغربية، والسفوح الغربية من السلسلة الشرقية في البقاع. وحين سُئل خبير عسكري لبناني عن مغزى هذا الاستهداف، جاء الجواب: “إنها المناطق التي يُفترض أن يكون حزب الله قد خزَّن فيها مخزونه الاستراتيجي من الصواريخ ومنصّات الصواريخ والطائرات المُسيَّرة. وهذا المخزون هو الذي تصرّ إسرائيل على أن يُسلِّمه حزب الله، وهو الذي أصرَّ الموفد الأميركي توم باراك على تسليمه للجيش اللبناني، وقبله طالبت بذلك الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
ماذا سيحصل أمام هذا الإصرار الأميركي؟ ومن ورائه الإسرائيلي؟
الضربة الإسرائيلية جاءت قبل خمسة أيام من موعد جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي ستنعقد الثلاثاء المقبل، وعلى جدول أعمالها البند الذي ورد على الشكل التالي: “استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقّه المتعلّق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذّاتية حصرًا، والذي بدأ النقاش بشأنه في جلسة 17/4/2025، إضافةً إلى البحث في الترتيبات الخاصّة بوقف الأعمال العدائية لشهر تشرين الثاني 2024، والتي تضمّنت ورقة السفير باراك أفكارًا بشأن تطبيقها”.
سباقٌ محمومٌ حتى موعد جلسة مجلس الوزراء، بين الحكومة وحزب الله. الحكومة بشخص رئيسها نوّاف سلام أجرت كلّ الإحاطات الممكنة لتصل إلى جلسةٍ يُقرّ فيها بند “حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية”، هذا الاستحقاق لم يعد خيارًا ولا “ترفًا”، بل أصبح مُلزمًا، لأن على إقراره أو عدم إقراره تتوقف أمورٌ كثيرة تتعلّق بالدولة. بمعنى أنّه إذا وصلنا إلى الثلاثاء المقبل ولم يُقرّ هذا البند في جلسة مجلس الوزراء، فإنّ غيومًا دبلوماسيةً داكنةً ستتجمَّع فوق سماء لبنان، وسيكون الوضع فيه مختلفًا عمّا هو عليه الآن، وهذا تحذيرٌ تبلّغه لبنان رسميًّا.
مصادر دبلوماسية دعت إلى التركيز على تلازم هذا الاستحقاق مع مضمون الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لمناسبة العيد الثمانين للجيش اللبناني. الرئيس عون قال: “ندائي إلى الذين واجهوا العدوان وإلى بيئتهم الوطنية الكريمة أن يكون رهانكم على الدولة وحدها، وإلّا سقطت تضحياتكم هدرًا وسقطت معها الدولة أو ما تبقّى منها. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة”.
لو لم يكن رئيس الجمهورية مُتيقّنًا من نجاح مساعيه، لَما أقدم على قول ما قاله، وفي الموازاة، لو لم يتأكّد رئيس الحكومة من أنّ جلسة مجلس الوزراء ستنعقد، لَما دعا إليها.
تبقى العبرة في جدول تنفيذ ما سيتمّ تقريره، وهذا الجدول هو الورقة الأخيرة التي يمتلكها حزب الله، فهل يتخلّى عنها؟ قد لا يكون الجواب في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل في طهران.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us