“الحزب”: من وهم الصواريخ إلى وهم “كيفك إنت”

أكذوبة تبنّي زياد الرحباني سقطت فعلًا عند ردّة فعل مسؤولي الحزب على قرار مجلس الوزراء تغيير اسم جادّة حافظ الأسد لتحمل اسم زياد الرحباني، وهو اقتراحٌ قدّمه رئيس الجمهوريّة من خارج جدول الأعمال. فقد خرجت، فورًا، أصواتٌ معترضة لأنّ هناك من يريد أن يحافظ على أسماء متّصلة بمرحلةٍ نأمل أن تكون قد ولّت.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
سقطت، في دقائق، الأكذوبة التي حاول حزب الله بناءها عن انتماء الفنّان زياد الرحباني إلى “خطّ المقاومة”، هو الذي يملك، في سجلّ مواقفه، ما يؤيّد فيه “الحزب” وما ينتقده فيه، لا بل إنّ ما يُباعد بين الرحباني وحزب الله أكثر بكثير ممّا يجمعهما.
كان زياد موسيقيًّا، وتتضمّن كلمات أغنياته جرأةً في التعبير، وكانت أعماله، المسرحيّة والموسيقيّة، ممنوعةً من البثّ عبر وسائل الإعلام التي يملكها “الحزب”، وهي، للتذكير، تمنع أيضًا بثّ أغنيات السيّدة فيروز، والأسباب “دينيّة”. الأسباب نفسها تُباعد بين زياد العلماني (الذي يشرب الكحول واختبر المساكنة) وحزب الله.
لكنّ أكذوبة تبنّي زياد سقطت فعلًا عند ردّة فعل مسؤولي حزب الله على قرار مجلس الوزراء تغيير اسم جادّة حافظ الأسد لتحمل اسم زياد الرحباني، وهو اقتراحٌ قدّمه رئيس الجمهوريّة من خارج جدول الأعمال. فقد خرجت، فورًا، أصواتٌ معترضة لأنّ هناك من يريد أن يحافظ على أسماء متّصلة بمرحلةٍ نأمل أن تكون قد ولّت. أسماءٌ لمجرمين ارتكب بعضهم فظائع بحقّ الشعب اللبناني، من لبنانيّين وسوريّين وإيرانيّين، أمّا اسم زياد الرحباني فهو للمتاجرة به، إلّا أنّه ممنوع أن يُرفع على طريقٍ تقع تحت نفوذ حزب الله الذي ستعمد عناصره “غير المنضبطة”، بالتأكيد، إلى إزالة أيّ لافتةٍ ستحمل اسم الرحباني.
لقد عاش حزب الله، طيلة عقدين تقريبًا، وهم الصواريخ التي يملكها والتي أوهمنا بأنّها قادرة على إزالة إسرائيل وتغيير خريطة الشرق الأوسط. أمّا اليوم، فتراجع واقعه إلى حدٍّ بات فيه يسعى إلى أن يعيش وهم مُناصرة صاحب أغنية “كيفك إنت” له.
لو سألنا حزب الله اليوم “كيفك إنت؟”، لأتى الجواب مُريعًا. يكفي ما حصل له، أمس، من خطوةٍ نحو إزالة سلاحه إلى إزالة اسم حافظ الأسد عن واحدٍ من “شوارعه”. هو بأسوأ أيّامه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() هل بإمكان باسيل أن يغسل يديه؟ | ![]() بعد سوريا… هل يوقّع لبنان سلاماً مع إسرائيل؟ | ![]() ما يريده بن سلمان… بين سوريا ولبنان |