تغيير اسم “جادّة حافظ الأسد”… خطوة رمزية تُعيد الاعتبار للسيادة


خاص 7 آب, 2025

لا يجب أن تبقى هذه الخطوة مجرّد حالة استثنائية، بل ينبغي أن تُشكّل بدايةً لمسارٍ متكاملٍ، يُعاد من خلاله النظر في جميع أسماء الشوارع والساحات التي لا تمتّ بصلة إلى الهوية اللبنانية أو تُجسّد مراحل الوصاية، إذ آن الأوان لإزالة كلّ ما يُعكّر صورة السيادة الوطنية.

كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:

أصدر مجلس الوزراء، وبطلب من رئيس الجمهورية جوزاف عون، قرارًا بتغيير اسم “جادّة حافظ الأسد” في بيروت، في خطوةٍ وُصفت بأنّها لا تقلّ أهميةً عن قرار حصر السلاح بيد الدولة. فلبنان، اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، بحاجةٍ إلى قراراتٍ جريئةٍ تُعيد له هيبته وتُثبت سيادته بعيدًا عن رموز التبعيّة.

المفارقة أن هذه الخطوة، على الرَّغم من رمزيتها الوطنية، أثارت اعتراضات من بعض اللبنانيين، بـحُجَّةِ أن تغيير أسماء الشوارع يقع ضمن صلاحيات البلديات، غير أن المحامي أنطوان سعد، وفي حديث لـ”هنا لبنان”، أوضح أن ما جرى هو “رفعٌ لرموز وشخصيات كانت تُمثّل الاحتلال السوري السابق، والذي كان مُتحالفًا مع الاحتلال الإيراني، وقد تمكّن من فرض تسمياتٍ معينةٍ في عددٍ من المناطق اللبنانية”.

وأضاف أن “السلطة البلدية هي سلطة محلية، لكنّها تخضع لرقابة القائمقام أو المحافظ، اللذين بدورهما يخضعان لوزارة الداخلية، وبالتالي يمكن لمجلس الوزراء، كأعلى سلطة تنفيذية في الدولة، أن يتدخّل عندما يرى أن هناك ما يمسّ بالسيادة الوطنية”.

وتابع سعد: “إذا اعتبر البعض أن هذا الأمر من اختصاص البلديّة فقط، فبإمكانه الطعن بالقرار أمام مجلس شورى الدولة، لكنّ مجلس الوزراء رأى في هذه التسمية مخالفةً للبيان الوزاري ولمبدأ السيادة، وبالتالي تصدّى للأمر انطلاقًا من مسؤوليّاته الوطنية”.

المؤسف أنّ بعض الأصوات أبدت امتعاضها من إزالة اسم حافظ الأسد، على الرَّغم من أنه ليس لبنانيًّا، بل يُعَدّ رمزًا لحقبةٍ من القمع والإذلال في تاريخ لبنان الحديث، والأسوأ أنّ هذا الاعتراض جاء على خلفيّة استبدال الاسم باسم فنان لبناني رحل، لطالما تغنّى اللبنانيون بفنّه ومواقفه الوطنيّة.

من هنا، لا يجب أن تبقى هذه الخطوة مجرّد حالةٍ استثنائيةٍ، بل ينبغي أن تُشكّل بدايةً لمسارٍ مُتكاملٍ، يُعاد من خلاله النظر في جميع أسماء الشوارع والساحات التي لا تمتّ بصلة إلى الهوية اللبنانية أو تُجسّد مراحل الوصاية، إذ آن الأوان لإزالة كل ما يُعكّر صورة السيادة الوطنية، واستبدال هذه التسميات بأسماء شخصيات لبنانية وطنيّة تستحقّ أن تُخلَّد في الذاكرة الجماعية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us