في بيروت… حفريات تُثقل كاهل الطرقات والبلدية توضح: “بدها شويّة صبر”


خاص 11 آب, 2025

تبقى شكاوى السكان والسائقين في العاصمة قائمة، لا سيّما في ظلّ غياب أي خطة لتخفيف الأثر المباشر للأشغال، سواءً عبر تنظيم السير، أو إعلام الناس بمواعيد الحفر والتزفيت، أو توفير طرق بديلة واضحة ومعلنة.

كتبت هانية رمضان لـ”هنا لبنان”:

تشهد العاصمة اللبنانية بيروت منذ أسابيع سلسلة من أعمال الحفر الواسعة في عددٍ من شوارعها الحيوية، من برج أبي حيدر إلى رأس النبع والبسطة، ما تسبّب بأزمات سير خانقة يوميًا، وتذمّر واسع بين المواطنين الذين يواجهون صعوبةً في التنقل، وسط غياب أي خطة واضحة لإدارة حركة المرور أو إعلام السكّان بالمستجدات.

لا شكّ أن بيروت، التي عانت سنوات من الإهمال، بحاجة ماسة إلى تحديث شبكات البنية التحتية، ولا سيما المياه والاتصالات. غير أن طريقة التنفيذ، وعدم التواصل الواضح مع الرأي العام، وغياب الرؤية الشاملة لإدارة المدينة خلال فترة الأشغال، كلّها عوامل تثير القلق لدى المواطنين.

في هذا الإطار، تواصل موقع “هنا لبنان” مع عضو بلدية بيروت الدكتور محمد بالوظة، الذي كشف، في حديث خاص، عن الأسباب الكامنة وراء هذه الأشغال، والتفاصيل الفنّية التي دفعت إلى إبقاء بعض الطرقات من دون تزفيت حتى اليوم.

يشرح الدكتور بالوظة أنّ الأشغال الجارية لا تنفذها بلدية بيروت مباشرةً، بل هي جزء من مشروع كبير تشرف عليه منظمة “UNOPS” (مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع)، ويهدف إلى تحديث البنية التحتية في العاصمة، وخاصةً شبكتي الألياف البصرية (Fiber Optic) والمياه. وما يحصل حاليًا هو تنفيذ للبنية التحتية الأساسية. لقد تمّ حفر الشوارع لتمديد الكابلات والأقنية الخاصة بالفايبر أوبتيك، إضافةً إلى قصّات المياه (انقطاع المياه المتكرّر أو المبرمج)، ومن ثم جرى تغطية الحفر بطبقة موقتة من الحصى، تمهيدًا للزفت النهائي.

إلّا أنّ بعض المواطنين عبّروا عن استغرابهم من ترك الشوارع في حالةٍ غير صالحةٍ للسير، ما تسبّب بأضرار كبيرة للمركبات، ناهيك عن زحمة السير المتزايدة، فأين الخلل؟

الفحص أولًا… ثم الزفت

يوضح الدكتور بالوظة أنّ المشكلة لا تكمن في التقصير، بل في ضرورة إجراء فحص شامل لشبكة المياه قبل إعادة تزفيت الطرقات، ويضيف: “لا يمكن تزفيت الشارع قبل التأكّد من سلامة تمديدات المياه. فإذا قمنا بالتزفيت من دون الفحص، ثم تبيّن وجود تسرّب أو خلل لاحقًا، سنُضطر إلى الحفر مجدّدًا وإعادة العمل من الصفر، ما يعني هدرًا مضاعفًا للوقت والمال”.

ويؤكّد أن الفرق الفنية حاليًا تُجري اختباراتٍ دقيقةٍ على الشبكات قبل المباشرة بالمرحلة النهائية من الأعمال.

وعن دور البلدية، شدّد بالوظة على أنّ بلدية بيروت تتابع المشروع وتُشرف على تنفيذه بشكل مباشر، بالتنسيق مع الجهات الدولية المُنفّذة. كما نفى وجود أي تلكّؤ في سير الأشغال، قائلًا: “منظمة UNOPS لا تُقصّر، ونحن نراقب ونتواصل معهم باستمرار. صحيح أن المواطن يتأذّى حاليًا، لكننا نطلب بعض الصبر، لأنّ الهدف في النهاية هو تقديم بنية تحتية تليق ببيروت”.

وعلى الرّغم من التوضيحات الرسمية، تبقى شكاوى السكان والسائقين قائمة، لا سيّما في ظلّ غياب أي خطة لتخفيف الأثر المباشر للأشغال، سواءً عبر تنظيم السير، أو إعلام الناس بمواعيد الحفر والتزفيت، أو توفير طرق بديلة واضحة ومعلنة.

فقد بات من المعتاد أن يستغرق التنقّل داخل بعض أحياء بيروت أكثر من ساعة بسبب إغلاق جزئي أو كلّي للطرق، من دون سابق إنذار، ممّا يضاعف من حدّة التوتر اليومي لسكان المدينة.

ومن بين أبرز مظاهر المعاناة التي يعيشها سكان العاصمة يوميًا، الحفر المنتشرة في الشوارع، والتي تحوّلت إلى مصاعب حقيقية للمركبات، تتسبّب بأعطالٍ متكرّرةٍ وإرباكٍ في حركة السير، خصوصًا في الشوارع الفرعية للعاصمة.

وفي ظلّ التأخير في الأعمال، اضطرّ بعض سكان الأحياء إلى طمر هذه الحفر يدويًا بالتراب أو الحصى، في محاولةٍ لتخفيف الضرر على المارة والسيارات، ريثما تتحرّك الجهات الرسمية لحلّ المشكلة.

وفي هذا السياق، علّق الدكتور بالوظة: “ندرك تمامًا حجم الضرر الذي تسبّبه هذه الحفر، ونتابع هذا الملف عن قرب. البلدية ستبدأ بمعالجة هذه النقاط تباعًا، خصوصًا في الشوارع الأكثر تضرّرًا، بالتنسيق مع الجهات المنفذّة، بهدف التخفيف من معاناة الناس وضمان سلامة السير”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us