“الحزب” في عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة… حتى الحلفاء طالبوه بتسليم سلاحه


خاص 12 آب, 2025

أمام انقلابات الحلفاء برز تأييد سياسي وشعبي كبير لقرار الحكومة، كذلك تأييد عربي ودولي باستثناء إيران التي تبجّح مسؤولوها بمواقف رافضة لتسليم السلاح، لكن الردود اللبنانية عليهم كانت كافية ووافية، كذلك على الحزب الأصفر الذي يتبجّح بدوره بضرورة الاحتفاظ بسلاحه الإيراني على حساب سيادة لبنان واستقرار أمنه، فيما الحقيقة ساطعة ويقترب وهجها مع اقتراب سيطرة الدولة على كامل أراضيها وإمساكها بزمام الأمور

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

لم يعد أمام حزب الله سوى “فشة خلق” وحيدة، وهي الإستعانة بالدرّاجات النارية او “الموتسيكات”، والتجوّل ليلاً في مناطق الضاحية الجنوبية رافعين أعلام الحزب الأصفر وشعاراته السابقة ومقولة: “شيعة شيعة”، لإخافة اللبنانيين بحسب ما يعتبرون، متناسين أنهم اقتربوا من الخط الأحمر وتنفيذ قرار تسليم السلاح، لذا يتلهون بتمضية بعض الوقت على الطرقات، ويحتفلون كل ليلة بسهرات صيفية لتغيير الأجواء ويعودون إلى منازلهم، مع معنويات لا تستمر سوى بضع دقائق، لأنهم يعلمون ماذا يفعلون، وبأنّ كل هذه المسرحيات لم تعد تنفع أو ترفع معنويات البيئة الحاضنة، التي لم تعد حاضنة بعد كل “التخبيصات” التي قام بها، لأن لا مفرّ من تسليم السلاح ولو بعد حين، وقد آن لمسؤولي الحزب الحاليين أن يفهموا أنّ كل شيء انقلب رأساً على عقب، وباتت الحقيقة واقعاً لا يمكن التغاضي عنه، والنتيجة حزب الله في عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة، حتى أنّ حلفاءه انتقلوا إلى الضفة المقابلة وطالبوه بتسليم سلاحه، مما يعني أنّ كل الشعارات السابقة أصبحت على خط النسيان، ولا مجال للعودة إليها بحسب ما يعتقد الحزب وبعض مناصريه، الذين انقسموا بين الصقور والحمائم، لأنّ اللعبة انتهت وأسدلت الستارة وآن الآوان أن يفهم الجميع بأنّ زمن الدولة آتٍ وزمن الدويلة انتهى.

برّي وجابر والمواقف المتباعدة عن الحزب!

اللافت أنّ حلفاء الحزب وهم قلّة، طالبوه في الفترة الأخيرة بتسليم السلاح كل على طريقته، فالرئيس نبيه برّي الذي يفاوض باسم الحزب كأخ أكبر، ضاق ذرعاً بهذه الوصية الثقيلة، لأنها جعلته يتنقل بين الألغام السياسية خلال لقائه الموفدين الأميركيين، أو إطلاق المواقف البعيدة نوعاً ما عن الحزب كي لا يخرج عن التحالف معه، لكن ضمنياً هو مع تسليم السلاح مقابل بعض الشروط والمطالب المحقة، وهذا ما يؤكده مناصرو برّي على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنين أيضاً رفضهم لشعارات “الإسناد ووحدة الساحات” وتوابعها، مع كل التداعيات التي نتجت عن إنزلاق لبنان نحو الهاوية.

في السياق برز موقف وزير المالية ياسين جابر المحسوب على حركة أمل، بشأن حصرية السلاح بيد الدولة وحدها، وقوله: “أولويتنا بناء الدولة وتقوية مؤسساتها وتفعيل دورها وتعزيزه، وفي مقدمها الجيش اللبناني والقوى العسكرية وحصرية السلاح بيدها، وهذا ما أكد عليه البيان الوزاري”، الأمر الذي جعل مناصري حزب الله يشعلون مواقع التواصل من خلال الحملة على الوزير جابر، معتبرين أنّ ما قاله شكّل تناقضاً وخروجاً عن موقف الثنائي الشيعي.

طوني فرنجية وقنبلة تسليم السلاح إلى الدولة

أما الحليف الثاني فيتمثل بآل فرنجية وتيار المردة، وتصريح لافت قبل أيام قليلة للنائب طوني فرنجية، الذي فاجأ حزب الله بموقف سياسي قلبَ العلاقة 180 درجة، من دون أن يُطلق هذا الانقلاب ردّاً من الحزب على فرنجية، فبقي مطوّقاً بالصمت منعاً لحدوث سجال مع مَن تبقى من الحلفاء، إذ قال النائب فرنجية: “نحن بحاجة إلى حصر السلاح بيد الدولة وإعادة تكوين الجيش، وعلينا أن نلتفّ جميعنا حول منطق الدولة والمؤسسسات، رهاننا على الدولة سينقذ ​لبنان​ بدءًا من واقع العسكريّين إلى العتاد والسلاح، ما يمكّن هذه المؤسسة من حماية لبنان وحدوده مع إسرائيل، كما حمايته من كل المخاطر الممكنة”، معتبراً أنّ حماية لبنان من إسرائيل والتطرّف لا تكون سوى بتقوية الدولة.

عون وباسيل وحفظ ماء الوجه مع الحزب الأصفر 

وعلى خط الحليف السابق أو غير المعروفة وجهته لغاية اليوم، بحيث تتأرجح العلاقة بين البرتقالي والأصفر بين يوم وآخر، فتارة تبدو عائدة إلى مواقعها السابقة، وطوراً تبدو خلافات قابلة للتفاقم على وقع التصريحات المتبادلة وفق المستجدات، وآخر هذا التطور زيارة وفد من حزب الله إلى الرابية، للقاء الرئيس السابق ميشال عون، في محاولة لإعادة كسب الحليف السابق “وقت الحشرة”، لحشد الدعم لموقف الحزب الرافض تسليم سلاحه، وتردّد وفق المعلومات بأنّ الطلب نال رضى عون لكن بصورة خفية، لم تظهر بوضوح عبر وسائل الإعلام، فكان تكرار للطلب عبر زيارة المركز الرئيسي للتيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، إنطلاقاً من حرب الطرفين على بعبدا والسراي الحكومي، وكسب موقف مؤيد لقراره مع فرض ضغوط داخلية ورفع الصوت، في ظل العزلة التي يعيشها الحزب، محاولاً تناسي مواقف رئيس التيار جبران باسيل في هذا الإطار، وأبرزها: “اللبنانيون جميعهم دفعوا ثمن وجود سلاح الحزب، لذلك يجب أن تستفيد منه الدولة اللبنانية وليس إيران، مع الدعوات المتكرّرة للإنخراط في مشروع بناء الدولة وتسليمها السلاح لأنّ مهمّة الدفاع يجب أن تصبح في يد الدولة، فنحن نريد السلام في المنطقة من دون الاستسلام لإسرائيل”.

نار الجحيم أو دحر المآسي؟

أمام انقلابات الحلفاء برز تأييد سياسي وشعبي كبير لقرار الحكومة، كذلك تأييد عربي ودولي باستثناء إيران التي تبجّح مسؤولوها بمواقف رافضة لتسليم السلاح، لكن الردود اللبنانية عليهم كانت كافية ووافية، كذلك على الحزب الأصفر الذي يتبجّح بدوره بضرورة الاحتفاظ بسلاحه الإيراني، على حساب سيادة لبنان واستقرار أمنه، فيما الحقيقة ساطعة ويقترب وهجها مع إقتراب سيطرة الدولة على كامل أراضيها وإمساكها بزمام الأمور، فيما ما زالت أحلام الحزب تتواصل وتترافق مع تهديدات من هنا وهناك، أقواها التذكير بالبطولات الوهمية، فيعيش أمجاد الماضي واقفاً على أطلال تلك الحقبة، علّه يستعيدها وإن في الأذهان وليس في الواقع الذي أصبح أليماً جداً، بحيث اصبح الحزب معزولاً… لا حلفاء بل مجموعة خصوم تطوقه من كل الجهات الداخلية والعربية والدولية، مما يعني أنّ الحل يقترب وعلى بعد أسابيع وفق مصادر سياسية متابعة لما يجري، نقلت لـ” هنا لبنان” ما يقوله دبلوماسيون عرب وأجانب، بأنّ الأسابيع القليلة المقبلة قد ُتدخل لبنان في نار الجحيم، أو تبعد عنه المآسي والكوارث والويلات إلى الأبد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us