“هجمة” دبلوماسيّة على لبنان… لتجنّب الحرب؟

إذا كان “الحزب” يصرّ على عدم التراجع عن قرار عدم تسليم سلاحه، فإنّ المعطيات تشير إلى أنّ طريق الحلول الدبلوماسيّة ليس مقطوعاً، ويحاول الرئيس جوزاف عون إيجاد مخرج قد يبحثه مع باراك ولودريان، يُرجّح أن يكون عبارةً عن إقناع إسرائيل بالقيام بخطوةٍ كمثل الشروع بالانسحاب من بعض النقاط
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
ستكون بيروت، هذا الأسبوع، محطّة لزياراتٍ عدّة: الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لمتابعة ما حصل في لقاء لقاء ماكرون–سلام، المبعوث الأميركي توم برّاك الذي دفع باتجاه قرار حصر السلاح، وربما المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان. إضافةً إلى وفدٍ قطريّ لمناقشة دعم الجيش وملفّ الكهرباء، وزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، بعد جولته في العراق.
ترتبط هذه الزيارات، بشكلٍ أو بآخر، بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الأسبوع الماضي. وهي تحمل رسائل متعدّدة، تتراوح بين متابعة مؤتمر الدعم في باريس وتعزيز قدرات الجيش اللبناني، والبحث في قطاعات مختلفة، وصولًا إلى مناقشة ملفّ السلاح وخطوات تطبيق القرارات بين الأول من أيلول المقبل ونهاية العام الجاري. غير أنّ التحدّي الأبرز الذي يفرض نفسه على طريق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، هو العلاقة بين الدولة وحزب الله الذي أعلن أنّه سيتعامل مع قرارات الحكومة كأنّها لم تكن.
وإذا كان حزب الله يصرّ على عدم التراجع عن قرار عدم تسليم سلاحه، فإنّ المعطيات تشير الى أنّ طريق الحلول الدبلوماسيّة ليس مقطوعاً، ويحاول الرئيس جوزاف عون إيجاد مخرج قد يبحثه مع برّاك ولودريان، يُرجّح أن يكون عبارةً عن إقناع إسرائيل بالقيام بخطوةٍ كمثل الشروع بالانسحاب من بعض النقاط التي احتلّتها.
وما يعوّل عليه الرئيس عون هو استمرار الاهتمام الدولي بلبنان، وإن كان ضمن شروط محدّدة. غير أنّ الالتزام بهذه الشروط، خصوصًا في ملف السلاح، يتطلّب خطّةً تنفيذيّة خالية من الألغام تمكّن الجيش من القيام بدوره من دون إشعال أزمةٍ داخليّة، وسط أجواء احتقان يحاول الجميع احتواءها.
وهذا الحرص يعبّر عنه قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تلقّف كرة نار، في ظلّ رفضه أيّ مواجهة بين الجيش و”الحزب”، وسعيه لحماية المؤسّسة العسكريّة من الانزلاق إلى الأزمات السياسيّة والأمنيّة.
ولكنّ استمرار رفض حزب الله تسليم سلاحه، كما تجنّب لبنان الرسمي الدخول في مواجهة معه، سيفتحان الباب أمام حربٍ جديدة تشنّها إسرائيل. ويعني ذلك أنّ “الحزب” سيذهب حينها، على قدمَيه، الى الموت انتحاراً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “الحزب”: من وهم الصواريخ إلى وهم “كيفك إنت” | ![]() هل بإمكان باسيل أن يغسل يديه؟ | ![]() بعد سوريا… هل يوقّع لبنان سلاماً مع إسرائيل؟ |