هل نشهد صدامًا داخليًا؟ خبير عسكري يوضح عبر “هنا لبنان” السيناريو المقبل

اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو، في حديث لـ”هنا لبنان”، أن الحكومة اللبنانية الحالية اتخذت خطوةً مفصليةً برفع الغطاء الشرعي عن سلاح حزب الله، في سابقةٍ لم تُسجّل منذ أكثر من عقدَيْن.
وقال الحلو إنّ كل الحكومات السابقة كانت تدرج في بياناتها الوزارية مصطلح “المقاومة”، وهو ما كان يشكّل الغطاء السياسي والشرعي لسلاح حزب الله. أما اليوم، فـ”الحكومة أزالت هذا المصطلح، ما يُسقط أي تبرير رسمي لبقاء هذا السلاح خارج إطار الدولة”، مضيفًا أنّ “التركيز الآن يجب أن يكون على ما سيقوم به الجيش اللبناني في هذا السياق”.
وأكد الحلو أن الجيش اللبناني يبقى مؤسسةً تابعةً للدولة ولن يدخل في مواجهةٍ مباشرةٍ مع حزب الله، مشددًا على أن “القرار السياسي هو الذي يحدّد المسار، والحكومة الحالية لا ترغب بفتح حرب مع الحزب، ولا الحزب يريد فتح مواجهة مع الدولة والجيش”.
وحول سيناريو التصعيد، اعتبر الحلو أن حزب الله اليوم غير قادر على تكرار أحداث 7 أيار 2008، وقال: “ليس بمقدوره تنفيذ انقلاب، ولا إقفال طرقات أو شنّ هجمات على مراكز حزبية خصمة كما فعل سابقًا”، مشيرًا إلى أن “ردة فعله الأخيرة اقتصرت على تحرّكات محدودة بدراجات نارية داخل بيئته الحاضنة”.
وأوضح الحلو أن حزب الله، على الرغم من بقائه داخل الحكومة، يرفض تسليم سلاحه بشكل قاطع، مستندًا إلى مواقف صدرت عن مسؤولين في طهران، ما يضع البلاد أمام أزمة سياسية.
وقال: “الحزب لم يعد يملك قدرةً عسكريةً لحسم الأمور، لكنه قد يمتلك قدرةً سياسيةً لعرقلة القرارات داخل الحكومة، إذا لم تصبّ في صالحه او في حال كانت في مصلحة إعادة بناء الدولة اللبنانية”.
وعن دور الجيش في المرحلة المقبلة، أشار الحلو إلى أن القيادة العسكرية قد تتخذ إجراءات في المناطق التي لا يتواجد فيها حزب الله شعبيًا أو سياسيًا، مثل بيروت الإدارية، طرابلس، صيدا، بعض مناطق جبل لبنان وعكار، معلّقًا: “من الممكن إعلان هذه المناطق خاليةً من أي مظهر مسلح”.
وختم الحلو: “في ظلّ غياب الحسم والحلول، لا مفرّ من استمرار التفاوض مع حزب الله، لكن المعطيات لا تصبّ لصالحه، فالواقع لم يعد كما كان قبل عام 2006”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “قمّة تاريخيّة” بين ترامب وبوتين… اجتماع مثمر وخطوة نحو السلام في أوكرانيا | ![]() بالصورة: حادث سير مروع على جسر النقاش | ![]() عملة ترامب الرقمية تحلّق |