زيارة باراك وأورتاغوس تتأرجح بين الدعم لقرارات الحكومة والضغط لتغيير قرار التمديد لليونيفيل

أورتاغوس ستحمل تحفظاً أميركياً كبيراً حول مسألة التجديد لليونيفيل لأسباب عدة، إذ أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد تمويل مشاريع حفظ سلام في أي منطقة في العالم ولا مشاريع أممية ودولية لا تستفيد منها الولايات المتحدة بشكل مباشر.. وأداء اليونيفيل في السنوات الأخيرة لم يكن على قدر المطلوب وكان ضعيفاً وقد فشلت في المهمات التي كان من المفترض أن تقوم بها، لذلك فإنّ دورها قد إنتهى
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
على بعد أسبوعين من موعد تمديد تفويض قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان في مجلس الأمن، بدأت الحركة الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك تتصاعد وكذلك باتجاه لبنان الذي أرسل ولأول مرة رسالة إلى الأمم المتحدة قبل موعد التمديد بشهرين، إذ كان يقوم بذلك قبل أسبوعين فقط إلا أنّ الظروف القائمة لا سيما بعد الحرب الأخيرة إستوجبت التحرك سريعاً بهذا الإتجاه. وفي هذا الإطار تأتي زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس برفقة المبعوث الأميركي توم باراك إلى بيروت والتي ستنقل وجهة النظر الأميركية حيال ملف التمديد لليونيفيل.
من جهة أخرى تحضر فرنسا وهي حاملة القلم في مجلس الأمن مسودة قرار التمديد لليونيفيل وتقوم بنقاشات واسعة مع الدول المعنية ومع لبنان من أجل ضمان التجديد التقني دون المساس بالمضمون الأساسي للقرار 1701 ، وهي تضغط بهذا الملف لدعم بقائها في لبنان بسبب وجود أكثر من 700 جندي فرنسي ضمن قوات اليونيفيل وتعتبر أنّ هناك حاجة ملحة لوجودها إلى جانب الجيش اللبناني لتنفيذ القرار 1701، لكنها تصطدم بضغوطات أميركية وإسرائيلية تتعلق بوقف التمويل وخفض العديد بسبب عدم فاعلية هذه القوات في جنوب لبنان بحسب رأيهم، وضرورة إجراء تعديلات جوهرية على القرار السابق تتعلق بحرية التنقل والتدخل والحركة جنوب لبنان، وهذا قد يجعل المشاورات بين واشنطن وباريس صعبة لجهة صياغة القرار النهائي .
ووفق مصادر دبلوماسية لموقع “هنا لبنان” فإنّ أورتاغوس ستحمل تحفظاً أميركياً كبيراً حول مسألة التجديد لليونيفيل لأسباب عدة، إذ أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد تمويل مشاريع حفظ سلام في أي منطقة في العالم ولا مشاريع أممية ودولية لا تستفيد منها الولايات المتحدة بشكل مباشر، وما يهم ترامب أن يكون لأي مساهمة أميركية مردود أميركي. وتشير المصادر إلى أن الإدارة الأميركية تدفع ثلث تمويل قوات اليونيفيل أي أكثر من 150 مليون دولار سنوياً، فيما أداؤها في السنوات الأخيرة لم يكن على قدر المطلوب وكان ضعيفاً وقد فشلت في المهمات التي كان من المفترض أن تقوم بها، لذلك فإنّ دورها قد إنتهى. إذ أنها سمحت لحزب الله بحفر الأنفاق والتسلح وتخزين الصواريخ والذخائر والأسلحة والتحرك بسهولة في مناطق عملها وكانت غطاءً لحزب الله وليس العكس، كما لم تستطع وقف إعادة النزاع العسكري والتسلح منذ العام 2006 ولم تقم بتنفيذ القرار 1701 . من جهة أخرى هناك آراء في الإدارة الأميركية تطالب بحسب المصادر بضرورة تقوية بعض الوحدات في قوات اليونيفيل ودعمها للقيام بمهماتها في حال إنتشار الجيش اللبناني في الجنوب وهي تثق بالجيش وتشيد به وتعتبره جدياً أكثر من أصحاب القبعات الزرقاء في تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية. ولا تستبعد المصادر الدبلوماسية أن يحصل تغيير في الموقف الأميركي في ظل إنحياز العديد من الدول لمطلب التجديد لقوات اليونيفيل وإمكانية تمويل هذه الدول أوروبية وعربية منها وسد النقص الذي سيحصل جراء امتناع الولايات المتحدة عن التمويل.
من جهة أخرى اعتبرت المصادر أن ما يحمله المبعوث الأميركي توم باراك مشجع ويدعم رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية في الخطوات التي إتخذت وقراراتهم الأخيرة المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة والموافقة على أهداف الورقة الأميركية والتي تتضمن دعم الجيش وتأمين المستلزمات الضرورية له للقيام بمهامه وتنفيذ قرارات الدولة بعد وضع الخطة التي ستبصر النور أواخر الشهر الجاري.
وتأتي زيارة باراك وأورتاغوس على وقع التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعد زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان. ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ”هنا لبنان” أنّ حزب الله يهول فقط على القوى السياسية وليس على السلطة إذ انه لا يستطيع توجيه سلاحه نحو الجيش الذي سينفذ قرار نزع السلاح ومواجهته نظراً لخطورة هذا الأمر، وتساءلت المصادر عن خلفيات زيارة لاريجاني وهل كانت لإعطاء الحزب أوامر ايرانية من أجل زعزعة الإستقرار والسلم الأهلي لا سيما أنها قامت بذلك في بلدان أخرى لا سيما في العراق، محذرة من تفجير الأوضاع عبر إغتيالات سياسية خدمة لمشروع إيران في المنطقة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “الحزب” يتلقى الضربات وحيدًا… الجميع تخلّى عنه | ![]() بين لاريجاني وباراك… خطابان متناقضان إمّا السيادة أو التبعية | ![]() “الحزب” مأزوم واستعراضه الشعبي مع كلّ استحقاق لم يعد يُجدي نفعًا |