زيارة باراك إلى بيروت: نفحة إيجابية وعودة للضمانات الأميركية؟

بدا باراك إيجابيًّا في لقاءاته وكرّر أكثر من مرة عبارة الإزدهار حتى أنه تحدث عن تقدم في الأسابيع المقبلة، كما أشاد بجهود الحكومة في إقرار مبدأ حصرية السلاح وتكليف الجيش اللبناني بإنجاز خطة في هذا السياق، تاركاً التفاصيل المتصلة بالتطبيق للمؤسسات المعنية
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
لم تكن زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى بيروت هذه المرة تهدف للحصول على رد لبناني حول ورقته أو لعرض ملاحظات بلاده على الورقة، إنّما لتأكيد الإنتقال إلى التحرك التالي أي حضّ إسرائيل على القيام بخطوة مقابلة، إذ أنّ لبنان وفق الموفد الأميركي قام بدوره.
بدا باراك إيجابياً في لقاءاته وكرّر أكثر من مرة عبارة الإزدهار حتّى أنّه تحدّث عن تقدم في الأسابيع المقبلة.
وفي المعلومات المتوافرة لموقع “هنا لبنان” فقد أشاد باراك بجهود الحكومة في إقرار مبدأ حصرية السلاح وتكليف الجيش اللبناني بإنجاز خطة في هذا السياق، تاركاً التفاصيل المتصلة بالتطبيق للمؤسسات المعنية.
وقالت مصادر سياسية مطّلعة لموقعنا إنّ اتّصالات سيقوم بها باراك من أجل ضمان تنفيذ ورقة الإعلان المشتركة التي طالب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأن تعمد الأطراف الأخرى للالتزام بمضمونها، مشيرةً إلى أنّ باراك لم يتحدّث عن مهلة تتّصل بإطلاق ورشة إعادة الإعمار مفضّلًا الإشارة إلى أنّ ثمّة تفاصيل سيستكملها مع هذه الأطراف.
ولفتت هذه المصادر إلى أنّ باراك لم يُخفِ إعجابه بما تحقّق على صعيد المقاربة اللبنانية الرسمية لجهة منع أيّ فريق إقليمي بالتدخل في الشؤون اللبنانية والتي كان عكسها رئيس الجمهورية وأوضحها رئيس الحكومة نواف سلام بشكل مباشر.
وأعلنت المصادر أنّ مهمّة باراك مستمرّة في خلق شبكة تواصل بين المعنيين، حتّى أنّه لم يفته الحديث عن إيران الجارة والطائفة الشيعية مستبعدًا لغة التهديد ومستخدمًا عبارة خسارة الفرصة. ووفق هذه المصادر فإنّ الموفد الأميركي استغنى عمّا كان يلجأ إليه حول سياسىة العصا والجزرة.
ويقول الكاتب الصحافي يوسف دياب لـ”هنا لبنان” أنّ زيارة باراك تكتسب بعدين الأوّل أنّه يعبّر عن دعم أميركي لقرارات الحكومة الأخيرة لا سيّما حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ووضع جدول زمني لتسليم السلاح من حزب الله وباقي التنظيمات الأخرى. أمّا البعد الثاني فهو يتّصل بعودة الضّمانات الأميركية للبنان في ما خصّ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، لأنه في الزيارة ما قبل الأخيرة له لم يتحدث عن ضمانات للقول لإسرائيل أن تنسحب ولا يمكن القول لها ماذا تفعل بمعنى آخر إذا أرادت استئناف العمليات ضدّ لبنان، كلّ ذلك كان بمثابة الاستياء الأميركي من تقاعس الدولة اللبنانية في اتّخاذ قرار حصرية السلاح. أمّا اليوم فإنّه مع دخول لبنان مرحلة التّطبيق الفعلي لحصر السلاح جاء الموقف الأميركي إيجابياً عندما تحدث باراك عن خطوة بخطوة وقال إنه بمقابل خطوة الحكومة اللبنانية من واجب إسرائيل أن تقوم بخطوة .
ويضيف دياب: المعلومات تتحدّث عن أنّ باراك سينقل وجهة نظر إدارته إلى الإسرائيليين بعد زيارته بيروت، وسيطلب منهم أن يعلنوا أنهم يريدون أن يقابلوا لبنان بخطوة إيجابية في هذا الموضوع . وفي اعتقادي إنّ الضمانات الأميركية للبنان عادت في ما خصّ الإنسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلّة وترسيم الحدود ومن ثم إعادة الإعمار لأنه ردّد أكثر من مرة عن لبنان المزدهر ولبنان المشرق وحق الشيعة في أن يعيشوا بأمان وبكرامة وعلى لبنان الجميل أن يعود للعب دوره.
ويرى أنّ الأميركيين مرتاحون لما جرى في لبنان إلّا إذا أصرّ حزب الله على المغامرة كما قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير من أنه إما أن يبقى السلاح أو يزول لبنان، وهذا كان تصعيدًا خطيرًا.
ويرى أنّه بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ، تحدّث باراك عن أجواء إيجابية وهذا ما يتقاطع مع ما قاله مراقبون بأنّ الرئيس نبيه بري ليس في نفس الخط مع حزب الله حول التصعيد وأنّ حركة أمل طلبت من مناصريها عدم المشاركة في التحرّكات في الشارع فضلًا عن كلام الرئيس بري للعربية بأنّه سيناقش مع باراك موضوع حصر السلاح في يد الدولة والكلام الذي قاله الوزير ياسين جابر من الجنوب والنبطية عن أنّ الدولة مصرّة على استكمال الإصلاحات وحصر السلاح في يد الدولة، مشيرًا إلى أنّ هذه الزيارة خلصت إلى نتائج إيجابية سواء في ما خص الردّ الأميركي أو الإنطباع الذي قدّمه بأنّ الإدارة الأميركية ستعود إلى لعب الدور الضامن في ما خص انسحاب إسرائيل وتطبيق باقي الشروط المترتبة عليها في القرار ١٧٠١.