مخاوف من استغلال “الحزب” لما يجري على الحدود الشرقية بين العشائر السورية والجيش اللبناني


خاص 19 آب, 2025

سيبحث “الحزب” عن كل شيء يفيده وخصوصاً الصراع اللبناني- السوري على الحدود، وإقحام الجيش الذي يرى فيه اليوم خصماً وعدوًّا لأنه سينتزع منه سلاحه ولو بعد حين، كذلك المجموعات السورية القريبة من النظام السوري الجديد، ما سيدفع الحزب لتحريك مجموعة عناصر تابعة له لافتعال إشكالات على الحدود، أو خطف عسكريين تحت عنوان طابور خامس بهدف توريط الجيش بمعارك مع السوريين، ما سيغضّ النظر عن ملفاته المتراكمة وخصوصاً تسليم سلاحه

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

بات ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية في الواجهة الخطيرة، بعد مطالبة الرئيس السوري أحمد الشرع بالإسراع في إطلاق سراح الموقوفين السوريين وترحيلهم إلى بلادهم، متناسياً الجرائم التي قام بها بعضهم ضدّ الجيش اللبناني، من ضمنها قتل عدد من الضبّاط والعسكريين والاعتداء على مراكز الجيش، الأمر الذي جعل زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مجمّدة، بعدما كان ملفّ المسجونين السوريين في طليعة محادثاته التي سيُثيرها مع المسؤولين اللبنانيين.

في المقابل يعتبر الجانب اللبناني الرسمي وفق تصريحات معظم المسؤولين، بأنّ إطلاق سراح السجناء السوريين وارد فقط لُمَن لم يرتكبوا جرائم جنائية خطيرة، أي مَن تورّطوا في السرقات وعمليات الاحتيال وتعاطي أو تهريب المخدّرات فقط، ويقارب عدد الموقوفين 700 يمكن تسليمهم إلى سوريا، في حال استوفوا الشروط القانونية لذلك، مؤكّدين رفضهم لإطلاق سراح المتشدّدين الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم كبيرة والإنتماء إلى تنظيمات متطرّفة، ما يجعل الموافقة على ترحيلهم مستحيلة خصوصًا من قبل رؤساء الأجهزة الأمنية.

وفي هذا الإطار أفيد بأنّ عدد السجناء السوريين في لبنان وصل إلى 2,575 موقوفاً، وسجن رومية يضمّ العدد الأكبر منهم، فيما يتوزّع الباقون على السجون الرئيسية والمخافر في المدن والقرى اللبنانية، ما يساهم في اكتظاظ السجون ووقوع مشاكل يومية مع السجناء اللبنانيين وغيرهم.

ويُشكّل الموقوفون السوريون ما نسبته 32 في المئة من عدد السجناء في لبنان، بحسب إحصاء لجنة السجون في نقابة المحامين، التي أشارت لـ” هنا لبنان” إلى أنّ إجمالي عدد السجناء يبلغ 8,400 سجين، منهم 6,400 داخل السجون والباقون في النظارات، فيما تبلغ نسبة الموقوفين غير المحكومين 83 في المئة، وتكمن المشكلة الأساسية في الاكتظاظ بسبب بطء العمل القضائي.

لا عودة للنازحين من دول حلّ ملف السجناء السوريين!

في غضون ذلك تردّدت معلومات، بأنّ الجانب السوري سيتشدّد في الشروط ويضع العصي في الدواليب، إذ سيدخل ملف النزوح ضمن هذه القضية ضمن عنوان: “لا عودة للنازحين إلى سوريا من دون عودة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية”، مما يعني تعقيدات جديدة ضمن ملف النزوح الذي يسعى لبنان لحلّه في أقرب فرصة ممكنة، في وقت تتفاقم فيه المخاطر بعد تهديد عشائر سورية باجتياح الحدود الشرقية، من خلال فيديو جرى التداول به عبر مواقع التواصل الاجتماعي من داخل سوريا، ومنح مهلة يومين لتحقيق مطالبهم، ما أدى إلى استنفار كبير في صفوف الجيش اللبناني على طول الحدود البقاعية مع سوريا.

مصدر أمني لـ” هنا لبنان”: سنردّ بحسم ولن نتهاون

وفي هذا الاطار أشار مصدر أمني لـ” هنا لبنان” إلى أنّ الجيش اللبناني في المرصاد وفي جهوزية تامة، ردّاً على اي اعتداء قد يطاله ولن يسمح بزعزعة الاستقرار الأمني، وهذه التهديدات لم تطلق من عدم ويجب أخذها بعين الاعتبار وبجدّية وسط التوتر السائد على الحدود، وقال: “هناك تعزيز للدوريات على طول الحدود، مع إجراءات غير مسبوقة لتعزيز النقاط العسكرية، وسيصار إلى الردّ على أيّ اعتداء ولن نتهاون بل سنكون حاسمين، ولن تتحوّل الحدود الشرقية إلى أرضية للاعتداءات علينا”.

إلى ذلك تشهد منطقة الهرمل حالة من التوتر الشديد، بعد انتشار التهديدات السورية في حال لم يُطلق سراح الموقوفين السوريين في سجن رومية خلال يومين، على أثر تشييع السجين السوري أسامة الجاعور في ريف القصير قبل أيام قليلة، والذي كان موقوفاً في رومية منذ العام 2013 بسبب انتمائه إلى تنظيم إرهابي.

تهديد بخطف عسكريين لبنانيين ومبادلتهم بموقوفين سوريين!

في السياق، لن يتراجع الجانب السوري عن مطلبه بإطلاق سراح موقوفيه، في خطوة تنذر بما لا يحمد عقباه مع الحكومة اللبنانية، ومخاوف من عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، بعدما شهدت بعض التحسّن إثر زيارات مسؤولين لبنانيين إلى دمشق، لكن ما يجري اليوم أعاد عقارب الساعة إلى الوراء، خصوصاً بعد التهديد السوري بحصول حالات خطف لعسكريين لبنانيين منتشرين على الحدود مع سوريا مقابل مبادلتهم بموقوفين سوريين في سجن رومية، وهذا ما برز يوم السبت الماضي بعد تعميم وثيقة من قبل قيادة الجيش، طلبت ضمنها من وحداتها تعزيز أقصى درجات الحيطة والحذر.

هل يدخل حزب الله على الخط ويشعل الفتنة على الحدود؟

في السياق برزت مخاوف وهواجس من دخول حزب الله على الخط، واستغلال ما يجري من تهديدات وفتنة قد تشتعل خلال ساعات، وينتج عنها تداعيات سلبية جداً، ويكون هذا الأمر لصالح الحزب الذي لم يعد لديه ما يخسره، بعدما بات وحيداً ومضطهداً من الداخل والخارج، لذا سيبحث عن كل شيء يفيده وخصوصاً الصراع اللبناني- السوري على الحدود، وإقحام الجيش الذي يرى فيه اليوم خصماً وعدوّاً لأنّه سينتزع منه سلاحه ولو بعد حين، كذلك المجموعات السورية القريبة من النظام السوري الجديد، ما سيدفع الحزب لتحريك مجموعة عناصر تابعة له لافتعال إشكالات على الحدود، أو خطف عسكريين تحت عنوان طابور خامس بهدف توريط الجيش بمعارك مع السوريين، ما سيغضّ النظر عن ملفاته المتراكمة وخصوصاً تسليم سلاحه، مستعيناً كالعادة بمقولة “تواجد الإرهابيين والجماعات المتطرفة في سوريا” والتي تستدعي تواجد سلاحه وعدم تسليمه لأنّه في خطر، أي ضرب عصفورين بأحجار عدة، ما يحقق ما يريده البعض من فتنة سترتد على الداخل اللبناني، وتعيد ذكرى الأيام السوداء التي ترافقت مع القمصان السود، وما زالت تهدّد الداخل اللبناني والشركاء في الوطن كل ليلة، في ظل اجتياح الدرّاجات النارية التابعة للحزب الأصفر، للتهديد بخلق حرب أهلية لا يريدها أحد إلّا المتضرّر الوحيد والخاسر الأكبر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us