باسيل عاد وحيدًا من حارة حريك وبقيت كوادره هناك


خاص 23 آب, 2025

من أوجه الخطر السياسي والحزبي على الوضع التنظيمي للتيار أنّ الكثير من القياديين والكوادر مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بقيادات وكوادر في الحزب، هؤلاء ما هو وضعهم بالضبط بعد إعلان باسيل ابتعاده عن الحزب وهو الذي طلب منهم الذهاب معه إليه؟ هو عاد لكن هُم لم يعودوا، في هذه الحال، كيف سيكون مشهد التيار؟

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

يُعرَّف “الزعيم” في الشرق بأنه يستطيع أن يأخذ أنصاره و”جماهيره” إلى الخيار الذي يريده، ومَن يسقط في هذا الإختبار تسقط عنه صفة الزعامة.

على مدى سنوات الحرب اللبنانية كان هناك زعماء استطاعوا دفع جماهيرهم إلى نقل ” بندقية القناعات والخيارات من كتف إلى كتف”.

المُجِل والأكثر براعة في هذا المضمار الرئيس العماد ميشال عون الذي نقل أتباعه من أشدّ العداء لسوريا، وشنَّ عليها “حرب التحرير”، إلى تقارب.

كذلك فعل العماد عون مع حزب الله، عقد معه “اتفاق مار مخايل”الذي من مفاعيله “تفويز” عدد من مرشحي التيار بمقاعد نيابية، وإيصال العماد عون إلى سدة الرئاسة.

“أورث” العماد ميشال عون رئاسة التيار الوطني الحر إلى صهره النائب جبران باسيل، لكنه لم يستطع توريثه الزعامة ومفاعيلها، لا يستطيع باسيل أن يأخذ التيار إلى حارة حريك ثم يعيده من هناك، وحده العماد ميشال عون كان يستطيع فعل ذلك، في إحدى الجلسات في الرابية، قبل أن يصبح العماد عون رئيسًا للجمهورية، وكانت جلسة يشارك فيها عدد من الكوادر المعارضين، وسبب اعتراضهم “ترئيس” جبران باسيل بالتعيين وليس بالانتخاب. كان ردّ العماد عون لهم: “أنا اللي عملتكن، ومن دوني ما بتعملو شي”. ساد الذهول في القاعة، وخرجوا من دون التمكن من تغيير رأي العماد عون.

جبران باسيل لا يستطيع أن يقول لكوادر التيار: “أنا اللي عملتكن”، لا يستطيع أن يقول ذلك للنائب آلان عون ولا للنائب السابق زياد أسود ولا لزياد عبس ولا للنائب سيمون أبي رميا ولا للنائب ابراهيم كنعان.

لكن الأخطر في الحالة الباسيلية أنّ هناك كوادر ذهبوا معه إلى حارة حريك لكنهم لم يعودوا معه، ومنهم إعلاميون وسياسيون وحتى نواب. ناشطون وإعلاميون ينتقدون جهارًا تحوُّل باسيل من ضفة إلى ضفة ويعلنون إما ابتعادهم عن التيار وإما انتقادهم لخيارات رئيس التيار وإما إعلانهم أنهم هُم “الصح” في خيارات التيار. بهذا المعنى يمكن الاعتبار أنّ رئيس التيار جبران باسيل ليس في وضعٍ مريح داخل التيار، فحركة الإعتراض تتنامى، ولسان حال البعض يقول: لسنا نعاجاً نُسيَّر وفق أهواء رئيس التيار.

ومن أوجه الخطر السياسي والحزبي على الوضع التنظيمي للتيار أنّ الكثير من القياديين والكوادر مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بقيادات وكوادر في حزب الله، هؤلاء ما هو وضعهم بالضبط بعد إعلان باسيل ابتعاده عن حزب الله؟ وهو الذي طلب منهم الذهاب معه إلى حزب الله؟ هو عاد لكن هُم لم يعودوا، في هذه الحال، كيف سيكون مشهد التيار؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us