ماذا يريد ترامب من لبنان؟

لا يمكن أن ينتهي عهد ترامب من دون مشهد إقليمي جديد، سيبدأ بالظهور في أواخر أيلول مع الاتفاق السوري الإسرائيلي. أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فما يريده ترامب هو أكثر من تسليم سلاح “الحزب”.
كتب زياد مكاوي لـ”هنا لبنان”:
ممّا لا شكّ فيه أنّ سلاح حزب الله يشكّل أولويّة في مقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبنان. لكنّ النظرة إلى لبنان لم تكن يوماً منفصلة عن المشهد الإقليمي الكامل المرتبط، خصوصاً، في سوريا وغزة وإيران.
لن يتراجع ترامب عن هدف “الشرق الأوسط الجديد”. يلاقيه في ذلك بنيامين نتنياهو. الفكرة التي تحدّثت عنها كوندوليزا رايس منذ ما يقارب العشرين عاماً ستصبح أمراً واقعاً.
تشير المعلومات إلى أنّ إدارة ترامب ليست في وارد عقد تسوية في لبنان. تسليم سلاح حزب الله أمر محسوم، وهذا ما أبلغته إلى الرئيس جوزاف عون. ويسعى ترامب إلى انتصاراتٍ سريعة تخدم صورته وعلاقته بإسرائيل، وسعيه إلى عقد اتفاقيّات سلام تؤهّله لنيل جائزة “نوبل للسلام”.
وعليه، لا يمكن فصل تعاطي الإدارة الأميركيّة في ملفّ لبنان عن تعاطيها مع ملفّ سوريا وغيرها من دول الجوار.
وترى الإدارة الأميركيّة، وفق مصادر دبلوماسيّة، أنّ الحلّ يكمن في منح الحكومة اللبنانيّة فرصة لتحديد مسارها، عبر خطوات تدريجية تراعي الواقع السياسي الحساس، مثل تخفيض ترسانة “الحزب” مقابل انسحابات إسرائيلية، وصولاً إلى تسليمٍ كامل للسلاح.
لكنّ المشكلة أنّ الصبر المطلوب لإنجاح هذه المقاربة غائب عن نهج ترامب الذي يعمل دوماً وفق أولويّات، ستبدأ من تسليم سلاح حزب الله في ٢٠٢٦ وصولاً إلى عقد اتفاق لبناني إسرائيلي بحلول العام ٢٠٢٨.
ومن يراهن، خصوصاً في حزب الله، على أنّ إسرائيل قد لا تخوض حرباً لنزع سلاح حزب الله، فهو لا يعرف ترامب ولا نهجه ولا أهدافه.
لا يمكن أن ينتهي عهد ترامب من دون مشهد إقليمي جديد، سيبدأ بالظهور في أواخر أيلول مع الاتفاق السوري الإسرائيلي. أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فما يريده ترامب هو أكثر من تسليم سلاح “الحزب”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() ما سيسمعه باراك في زيارته إلى لبنان… | ![]() “هجمة” دبلوماسيّة على لبنان… لتجنّب الحرب؟ | ![]() “الحزب”: من وهم الصواريخ إلى وهم “كيفك إنت” |