47 عاماً على الغياب.. ماذا لو كان الإمام موسى الصدر بيننا؟

“لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”، هي العبارة التي قالها الإمام المغيّب موسى الصدر، والتي تحوّلت اليوم لدرس علينا جميعاً أن نؤمن به وأن نسعى إلى ترسيخه.
فمبادئ الإمام المغيّب هي أكثر ما نحتاجه في أوقاتنا العصيبة، وفي كل هذه الغوغائية السياسية، وفي ظلّ حكم “الرعاع” الذين يضعون المصالح الضيقة فوق مصلحة الوطن الشعب.
وحضور الإمام هو ما نفتقده بعد 47 عاماً على غيابه بعد زيارته إلى ليبيا عام 1978.
هذا الغياب الذي ترك فراغاً وطنياً كبيراً، في حين بقي فكر الإمام حيّاً كمشروع لبناء دولة المواطنة والوطن الواحد.
وكيف يمكن للبنانيين أن ينسوا هذا الفكر، أو أن تمحى من ذاكرتهم مواقف الإمام الوطنية كانت قد ظهرت في محطات عدّة، أبرزها قوله: “من يعتدي على مسيحي كأنه يعتدي على عمامتي”، ما جسّد عمق إيمانه بالشراكة.
اليوم، وبعد 47 عاماً، يبقى إرث الإمام الصدر حاجة ملحة لاستعادة قيم الدولة، الحوار، والعدالة الاجتماعية، في مواجهة الانقسامات التي تهدد لبنان.
اليوم وفي هذه الذكرى، لا نفتقد شخصاً، وإنّما إرثاً، وقائداً وطنياً وضع “لبنان” الدولة قبل الحزب والطائفة.
وفي هذه الذكرى أيضاً يستحضرنا سؤال يتيم، ماذا لو كان الإمام بيننا؟ ماذا سيكون موقفه؟ وكيف سيقارب الملفات السياسية؟
والجواب ليس صعباً، فالإمام الذي حمل مشروع الدولة والوطن، والذي كان مفكراً إصلاحياً، والذي جسّد معنى الوطنية في مواجهة نيران الفتنة، لم يكن ليأتي قراره بعيداً عن كل ما سبق.
ولو كان الإمام بيننا، ما كنا لننزلق إلى حرب الإسناد، ولكان الشيعة مؤمنين أنّ لبنان وطنهم النهائي، وأنّ مقولة “لبنان أولاً” هي واقع وليست حبراً على ورق.
ولو كان بيننا، لما كانت الدراجات النارية تجوب شوارع الضاحية رفضاً للدولة والشرعية، ولما كان الشيخ نعيم قاسم سيهدّد استقرارنا.
ولو كان الإمام بيننا، لكان هناك صوت عقل، ولكانت مسألة السلاح تناقش بروية دون تهويل، ولا شدّ حبال، وما كان أحد ليتاجر بطائفة بأكملها وبأمنها.
في هذه الذكرى ألف تحية إلى الإمام الذي تبنى مشروع دولة مدنية، الإمام الذي ركّز على إنصاف المحرومين في كل الطوائف، وعلى تعزيز الحوار والوحدة الوطنية، والذي ركّز على دور الإعلام البناء، وعلى إنصاف المرأة والشباب.