حصرية السلاح: قوة الحكومة في قرارها السياسي الجمعة… وشارع”الثنائي الشيعي” يترقّب ويستعد!


خاص 2 أيلول, 2025

ستكون التناقضات سيّدة الموقف في جلسة الجمعة لأنّ الحزب الأصفر ضائع وغير قادر على التصديق أنه وصل إلى هذا الدرك بعد عقود من التباهي بالانتصارات التي صدقها لوحده، ولم يعد له سوى الأخ الأكبر نبيه برّي الذي ينادي بالحوار لأنه قرأ الأبعاد والمستقبل وفهم خاتمة المصير، فيما ما زال الحزب يراهن على فرصة أخيرة لن يجدها بالتأكيد، إذ يسعى لتحويل الجلسة إلى خلافات وصراعات لا تُحمد عقباها، كي يدفع بالداخل اللبناني نحو منعطف خطير سيستفيد منه وحده..

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

تشخص الانظار إلى جلسة مجلس الوزراء التي تعقد يوم الجمعة، لمناقشة الخطة التي وضعتها قيادة الجيش بشأن حصرية السلاح، وتتكاثر السيناريوهات التي وضعها حزب الله بشأن الجلسة وسط شائعات من قبله عن تأجيلها ، مخافة إنفجار داخلي يشيع حدوثه على وقع تحركات جمهوره ومناصريه عبر”الموتسيكات” لإطلاق الرسائل باتجاه الدولة ومسؤوليها، مذكّرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يبوم العار في 7 أيار 2008 الذي يصفونه باليوم المجيد لإخافة اللبنانيين، متناسين أنّ زمن تهديداتهم قد ولىّ إلى غير رجعة، لكن يتراءى لهم بأنّ انتصاراتهم الوهمية تسمح لهم بتكرار التهديد بالسلاح، والتصدّي فقط للداخل اللبناني بعدما خسروا كحزب كل شيء.

لم يبقَ سوى حوار الأخ الأكبر 

 في المقابل تتواصل الاتصالات السياسية للتخفيف من وهج يوم الجمعة بأقل الأضرار عليهم، ولخفض منسوب التوتر والتحضير للحوار والتفاهم، مما يعني أنّ التناقضات ستكون سيّدة الموقف لأنّ الحزب الأصفر ضائع، وغير قادر على التصديق أنه وصل إلى هذا الدرك بعد عقود من التباهي بالانتصارات التي صدقها لوحده، لذا يبحث اليوم بين هذه التناقضات عمّن يبعده عن الألغام التي وضعها لنفسه، وعن فرصة سياسية تعيد له جزءاً من الثقة التي فقدها، ومن الصعب أن يجدها اليوم وسط سقطاته، لذا لم يعد له سوى الأخ الأكبر نبيه برّي الذي ينادي بالحوار، لأنّه قرأ الأبعاد والمستقبل وفهم خاتمة المصير، فيما ما زال الحزب يراهن على فرصة أخيرة لن يجدها بالتأكيد، إذ يسعى لتحويل جلسة الجمعة إلى خلافات وصراعات لا تحمد عقباها، كي يحقق ما يطمح إليه، أي الدفع بالداخل اللبناني نحو منعطف خطير سيستفيد منه وحده.

هل من مفاجآت في جلسة الجمعة؟

وسط هذه الصورة المتقلبة، يبقى السؤال الأبرز: ماذا ستحمل معها هذه الجلسة بعد عرض تقرير الجيش لتنفيذ حصرية السلاح؟

لا تبدو الخيارات كثيرة لأنّ الحكومة ستنطلق من دروب إتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري، لتطبيق حصرية السلاح المتفق عليها منذ عقود ولم تتحقق حتى اليوم، أما الفريق الثاني أي الثنائي الشيعي، فسوف يتمسّك بكلمة برّي التي شدّدت على مطلب الحوار، لأنه الباب الوحيد المتبقي له وسط الشروط التي تطوقه من كل حدب وصوب، إذ لن يبقى له سوى تكرار سيناريو الانسحاب من الجلسة وتحريك الشارع عبر بضعة عناصر لن يقدموا ولن يؤخروا، أما الفريق المعارض فلن يوافق على أي تأجيل أو مراوحة، بل سيعلو صوته وفق المعلومات لمتابعة مسار حصرية السلاح مهما كانت النتائج.

زمن” البهورات” انتهى

وسط هذا المشهد لا بدّ للحكومة أن تبرهن عن قوة قرارها السياسي خلال الجلسة، وإلا ستهوي نحو منحدر خطير في حال تراجعها وخذل المنتظرين لقرارها في الداخل والخارج، الامر الذي أشارت اليه مصادر وزارية لموقع “هنا لبنان”، مؤكدة عدم التراجع عن قرار حصرية السلاح المتخذ في جلستي الخامس والسابع من آب الماضي، مع تضمينه الجدول الزمني لسحب السلاح تنفيذاً للقرارات الدولية ولكل وعود الخطاب الرئاسي والبيان الحكومي.

مع إشارة المصادر الوزارية الى  وجود طروحات اخرى منها، إقرار الجدول الزمني لتسليم السلاح  بالتزامن مع عودة اسرائيل  للقبول بمسار الخطوة مقابل الخطوة، او إقرار الخطة ضمن مراحل زمنية بعد اعلان تل ابيب عن إلتزامها بالورقة الاميركية.

ولفتت الى انّ الاتصالات بين رئيس الجمهورية والقوى المعنية متواصلة لتفادي حصول اي خضّة وزارية او صدامات يتحضّر لها البعض لإثبات وجوده، فيما تؤكد المعطيات السياسية وفق مصادر أمنية بارزة بأنّ يوم الجمعة سيمر بهدوء إلا  من بعض “البهورات” التي ستقوم بها  عناصر”غير منضبطة” وفقاً لوصف حزب الله، وبدفع منه للقول:” نحن هنا”، لكنها لن تتماشى مع الزمن الجديد لانّ زمن البهورات انتهى.

حوافز لبعض المناصرين هبطت فجأة!

في السياق نقلت مصادر متابعة لما يجري، بأنّ حزب الله لم ينجح في تدوير الزوايا وجعلها لمصلحته، لانّ الاخ الاكبر مقتنع بما قاله وبما سيقوم به لحل هذا الملف الشائك، ولا مكان للسخونة هذه المرّة، بل لعنوان واحد هو التفاهم على مدى مراحل لتمرير الوقت، وإقناع البيئة الحاضنة التي بات عددها قليلاً جداً، والتي اُعطيت قبل ايام حوافز ومساعدات لتبيّيض سيرة الحزب بعد عقود من السواد الحالك، اذ هبطت تلك المساعدات فجأة ومن دون سابق إنذار على بعض المناصرين، علّهم يعودون إلى أحضان حارة حريك بعد طول غياب، فينادون ببطولاتها وببقائها، فيراهن عليها حزب الله ساعة  الاستحقاق للقيام بما يلزم، اي التراجع عن القرار الخاطئ للحكومةبحسب تعبيره، لكن مراهنته جاءت متأخرة جداً ولم تعد تنفع، فإنتظروا المفاجآت الايجابية قريباً .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us