في خدمة الميليشيا!


خاص 3 أيلول, 2025

اجترّ مُعدّو الوثيقة خطابات الثنائي وسرديّات نوابه وإعلامييه المبرِّرة لديمومة الدويلة ضمن الدولة، وتفرّدوا بإطلاق مصطلح “السيادة الهجينة”..

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

وقّع مائة “إكاديمي وإعلامي” وثيقةً تحت عنوان “المقاومة المسلّحة في لبنان: ضرورة وطنيّة وقيمة إستراتيجيّة”، معظمهم يدورون في فلك “الحزب”، ومن أسماء الموقّعين، ومعدّي الوثيقة ومُخرجيها، الثنائي رندلى جبور وروني ألفا ومالك وبيار أبي صعب والشبل جمال واكيم إلى حسن علّيق ومن هم في صفّه التنويري وغيرهم من الأسماء الممانِعة الواعدة. وجاءت الوثيقة الطازجة (28 آب) كردٍّ على قرار الخامس من آب الذي عكس “غياب حسّ المسؤوليّة الوطنيّة لِما يترتّب عليه من تداعيات خطيرة على أمن لبنان واستقراره”، إلى “الورقة الأميركية” التي كشفت “تخلّيًا فاضحًا عن سيادة القرار اللبناني لمصلحة إملاءات خارجيّة”.

الوثيقة مطروحة للنقاش. وجماعة الحزب كما عهدناهم هم روّاد في هذا المجال وليبيراليون إلى أقصى الحدود، وترجمة هذا الانفتاح الدعوة “إلى صياغة خطابٍ إعلاميّ وتأطيره قانونيًّا بما يتناسب مع مركزيّة التهديد الإسرائيلي (…) وتعبئة المواطنين. وعبر الإعلام يجري الردّ على حملات العدوّ الإعلاميّة والمعلوماتيّة ومخاطبة الرأي العام الخارجي بما يدعم المصالح الوطنيّة المُقرَّة” ما يعني عمليًا أن تصبح نشرة الـ”أم تي في” مصاغةً بأسلوب أخبار “المنار”، ومانشيت “النهار” نسخة طبق الأصل عن مانشيت صحيفة “الأخبار”، ونشرات “لبنان الحر” مستوحاة من أدبيات “إذاعة النور”، وقِسْ على ذلك. بناءً عليه فإنّ “تأطير الخطاب الإعلامي قانونيًا” هو أسوأ ما يمكن أن يُطاول الإعلام الواعي والمُدرك لمخاطر التهديد الخارجي والداخلي في آن.

استحضر مُعدّو الوثيقة في خدمة السلاح ما توافر لديهم من سماجة معرفية وادّعاء ثقافي فـ”دحشوا” في النصّ اسم عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر المتوفّى عام 1920، ومفهوم السيادة الوطنية الوستفالية الصادر عام 1648، لنقض ما طرحاه والوصول إلى خلاصةٍ تكرّس بقاء السلاح الميليشيوي: “إنّ الدولة القويّة والمستقلّة والعادلة هي المفوّضة في العقد الاجتماعي احتكار العنف للقيام بواجب الدفاع عن الوطن والشعب، وهو تفويض مشروط يحقّ للشعب استرداده في حال أخلّت الدولة بالتزام الدفاع”. والشعب هنا تعبّر عنه خيارات المقاومة الإسلامية في لبنان الصائبة! أصابتنا في الصميم يا شباب الغيضة.

اجترّ مُعدّو الوثيقة خطابات الثنائي وسرديّات نوابه وإعلامييه المبرِّرة لديمومة الدويلة ضمن الدولة، وتفرّدوا بإطلاق مصطلح “السيادة الهجينة” في انتظار أن يتمكّن الجيش من ردع العدو، “حتّى إنجاز هدف بناء قوّات لبنانيّة مسلّحة قادرة على حماية لبنان، تُعدّ المقاومة الشعبيّة المسلّحة مكوّنًا مركزيًّا في الأمن الوطني وأحد أركان منظومة الدفاع عن لبنان الفعّالة”.

أقترح كإعلامي خارج مجموعة “المائة” ألّا يُشغل وزراء الثنائي أدمغتهم في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. فليوقّعوا “الوثيقة” ويرفعوها إلى المجلس الكريم أو فلينتدبوا بيار أبي صعب لتمثيلهم وتقريع جماعة ماكس فيبر المُفرّطين بالسيادة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us