حلم البشير


خاص 10 أيلول, 2025

لا بدّ لأقوال البشير وأفعاله أن تكون خريطة طريق للسلطة ومسؤوليها كي تستكمل تحقيق أحلامه، وهي أحلام الغالبية الساحقة من اللبنانيين، فلا تضيّعوها مرة أخرى.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

في 14 أيلول، يُحيي اللبنانيون ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، وما زال الكثيرون حتى اليوم يتحسّرون على غياب بشير باعتبار أن بقتله قتلوا الجمهورية التي كان يحلم الجميع بقيامها.

منذ 14 أيلول 1982 كان لبنان يسجل تدهورًا تلو الآخر إلى أن وصل اللبنانيون ليعيشوا في أفقٍ مسدودٍ يُمنع عليهم الخروج منه، فكلّ المحاولات لإحياء الدولة واستعادة الاستقرار والازدهار سقطت تحت وطأة احتلال نظام آل الأسد ثم تحت وطأة الوصاية الإيرانية المتمثّلة بحزب الله.

كان بشير يحلم بدولةٍ قويةٍ يلتفّ جميع اللبنانيين حولها، وكان يحلم ببلدٍ تتخذ فيه السلطات قرارها بنفسها من دون أي مراعاة لقوى خارجية دولية أو إقليمية، وكان يحلم بدولة سيدة على أرضها تكون في خدمة المواطن من دون أي منّة، كان يحلم بوطنٍ يوازي كلّ الأوطان المتقدّمة والحضارية، فيه روح الحياة والأمل.

لقد قاتل بشير ورفاقه من أجل الحفاظ على هذه الأرض ونجحوا، فما كان لبنان وطنًا بديلًا للفلسطينيين، ومن تابع مسيرة استعادة لبنان حقق ويحقّق ما كان يحلم به البشير، فزوال الاحتلال السوري كان حلمه، وزوال الاحتلال الإسرائيلي كان حلمه، وآحادية الدولة مكان الميليشيات كان حلمه، والبندقية اللبنانية الولاء مكان البنادق الأخرى كانت حلمه.

اليوم تغيّرت الظروف في المنطقة وتغيّرت الظروف في لبنان لتصبح قاب قوسين من تحقيق حلم البشير، فنظام الأسد ذهب إلى غير رجعة، والفلسطينيون بدأوا تسليم سلاحهم للدولة، وما تبقّى من ميليشيات قاب قوسين من تسليم سلاحها للدولة أو إجبارها على التخلّي عنه، والدولة أخذت القرار ببسط سيادتها واستعادة قرارها، وليست في وارد التراجع أو التفريط بأي حقوق، لا مع سوريا ولا مع إسرائيل، إضافة إلى تكريس الانفتاح على دول العالم والدول العربية.

ذكرى استشهاد البشير هذا العام هي الأقرب إلى أحلامه، ولا بدّ لأقواله وأفعاله أن تكون خريطة طريق للسلطة ومسؤوليها كي تستكمل تحقيق أحلامه، وهي أحلام الغالبية الساحقة من اللبنانيين، فلا تضيّعوها مرة أخرى.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us