قرار نزع السلاح اتُّخذ دوليًا وعلى حزب الله اغتنام الفرصة

ينشغل اللبنانيون بجلسة مجلس الوزراء التي ستناقش في بعبدا خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، ومسار هذه الجلسة التي قد تتخذ منحى تصعيديًا عبر اعتراض وزراء الثنائي الشيعي على الخطة وخروجهم من الجلسة إضافةً إلى التصعيد في الشارع، على الرَّغم من المساعي والجهود الحثيثة التي حصلت خلال الأيام والساعات الماضية والتي قام بها رئيس مجلس النواب نبيه بري ودخول أكثر من دولة لا سيما فرنسا ومصر على خط الوساطة.
إلّا أنّ موقف حزب الله لم تُغيّره هذه المشاورات التي كان يهدف برّي من ورائها حماية الطائفة الشيعية، وبقي الحزب على رفضه قبول نزع سلاحه ولا يزال يتمسّك به، ولن يقوم بتسليمه إلى الدولة، بحسب مصادر مقرّبة منه لموقع “هنا لبنان”. ويعتبر الحزب أنّ سلاحه خط أحمر حتى لو كلّفه الأمر الذهاب إلى حرب جديدة مع إسرائيل التي لم تنفذ أيًّا من بنود اتفاق وقف إطلاق النار ولا تزال تستبيح لبنان جوًّا وبرًّا وبحرًا.
لكنّ مصادر سياسية مطلعة حذّرت عبر “هنا لبنان” من هذا التعنّت وأكدت أن قرارًا دوليًا، لا سيما أميركيًا وأوروبيًا وإسرائيليًا ومن بعض الدول العربية، قد اتُّخذ بضرورة عدم وجود نفوذ إيراني ووكلاء له في منطقة الشرق الأوسط، وأبرز قاعدة لهذا النفوذ هو حزب الله. وأشارت المصادر إلى أنّ على الحزب التقاطَ هذه الإشارات والفرصة بتسليم سلاحه لأنه سيُدخل نفسه وبيئته وطائفته في أتون حرب قد تكون عاقبتها وخيمة.
وتختم المصادر أن حزب الله يحاول كسب الوقت عبر تأجيل الأمور وافتعال مشكلات مع الحكومة لإعادة بناء نفسه، إلّا أنّ الأميركيين والإسرائيليين لن يعطوه ميزة كسب الوقت هذه، مما قد يؤدّي إلى تصعيدٍ كبيرٍ سيكون لبنان في غنى عنه.