بين جوزاف عون وسمير جعجع

إذا اختار رئيس الجمهوريّة أن يتبنّى تكتّلًا نيابيًا من المستقلّين، بعد الانتخابات، فسيدخل في منافسةٍ مباشرةٍ مع الثنائي المسيحي جعجع – باسيل، علمًا أنّ علاقته سيئة جدًّا مع رئيس التيّار الوطني الحر الذي يشكّل، مع الحزب، المصدر الأساسي للحملات على الرئاسة الأولى
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
ليس تفصيلًا ما ورد في كلمة رئيس حزب القوات اللبنانيّة، في قداس شهداء المقاومة اللبنانيّة، عن رئيس الجمهوريّة جوزاف عون.
تشكّل هذه الإشارة الإيجابيّة عن عون دلالةً إلى أنّ العلاقة لم تتوتّر بين بعبدا ومعراب بعد الجلسة الأخيرة للحكومة التي خرجت بتسويةٍ أخّرت قضيّة تسليم سلاح حزب الله.
لا بل إنّ معلومات “هنا لبنان” تؤكّد أنّ خطّ التواصل قائم باستمرار بين الجانبَيْن، قبل الجلسة الحكوميّة الأخيرة، وقبل جلسة 5 آب الشهيرة حين طلب عون من جعجع اعتماد التهدئة وعدم رفع السقف، فطلب جعجع من وزرائه عدم التصريح قبل الجلسة، وعدم استفزاز حزب الله.
ومن الواضح أنّ مضمون كلمة جعجع عن حزب الله والشيعة ليس بعيدًا كثيرًا عن روحيّة موقف عون الذي لا يريد أن “يكسرها” مع “الحزب” من جهة، ولا يريد أن يتراجع عن خطوة حصريّة السلاح من جهةٍ أخرى، ما يعكس تناغمًا بين بعبدا ومعراب، ولو كان عفويًّا أحيانًا.
لا يعني ما سبق كلّه، بالتأكيد، أنّ الانسجام كامل والتوافق تامّ بين عون وجعجع. حين زار رئيس “القوات” بعبدا، لم يستمرّ لقاؤه مع رئيس الجمهوريّة أكثر من عشر دقائق تُختصر بعبارة قالها عون بعد اللقاء في مجالسه الخاصّة: “نتوافق على الهدف، وهو تسليم السلاح، ولكن نختلف على الأسلوب”.
إلّا أنّ عون يملك، في الوقت عينه، حذرًا من الثنائي المسيحي جعجع – باسيل. فإذا اختار رئيس الجمهوريّة أن يتبنّى تكتّلًا نيابيًا من المستقلّين، بعد الانتخابات، فسيدخل في منافسةٍ مباشرةٍ مع الإثنين، علمًا أنّ علاقته سيئة جدًّا مع رئيس التيّار الوطني الحر الذي يشكّل، مع حزب الله، المصدر الأساسي للحملات على رئاسة الجمهوريّة.
في حين يتعامل جعجع مع الرئاسة “على القطعة”، متجنّبًا انتقادها علنًا، ولو كان الوزيران جو عيسى الخوري ويوسف رجّي الأكثر مشاغبةً داخل الجلسات الحكوميّة، إلّا أنّ الكلام كلّه، حتى الذي يُقال في معراب، يبقى داخل الجدران الأربعة ولا يخرج إلا الإيجابي منه إلى الخارج.
بالأمس، سلّف جعجع، في “خطاب الانتصار” في معراب، رئيس الجمهوريّة موقفًا لا يُستهان به. حصل ذلك بعد ساعاتٍ من مواقف سلبيّة أطلقها جبران باسيل، عن بعبدا وعن معراب.