43 سنة على اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل… الصايغ لـ”هنا لبنان”: وعده لم يسقط!


خاص 14 أيلول, 2025

كان مؤيّدًا للحوار والحياد ومقتنعًا بأنّ على لبنان بناء هوية سياسية واضحة لا تبعده عن دوره في محيطه العربي والعالم الحرّ، ولا تتركه ساحةً لصراعات المحاور التي يدفع ثمنها من وحدته واستقلاله وازدهاره وتميّز دوره في محيطه.

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

أكثر من حلم وأكبر من قضية، هذا ما انطبق قولًا وفعلًا على الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي تمرّ ذكرى اغتياله في الرابع عشر من أيلول من كل عام، وكأنّ الأحباء والأصدقاء غير قادرين على استيعاب فكرة رحيل القائد الحقيقي.

كان البشير رئيسًا ومعلمًا وخطيبًا استثنائيًا، بإقرار من عرفه وحتى مَن لم يعرفه، صوته صدح على المنابر، وأقواله ومواقفه غرست في الجيل القديم وجيل الشباب حب الوطن والأمل بلبنان المؤسسات.

لم يكن الرئيس الراحل إلّا نموذجًا للشخصية العصامية التوّاقة إلى لبنان الوطن بكيانه النهائي، وليس غريبًا عليه هذه الصفات، فهو من خاطب اللبنانيين الراغبين بدولة الـ 10452 كلم مربعًا قائلًا: “أنا جايي أطلب منكم تقولوا الحقيقة… قد ما كانت صعبة الحقيقة”.

الرئيس بشير كان بطلًا خارقًا لأنّه كان من العاملين على خط بناء الدولة ومن أكثر الشخصيات السياسية انفتاحًا على شركاء الوطن، أمّا ولاؤه للبلد فكان أمثولةً تُدرّس وكذلك الأمر بالنسبة إلى السيادة والاستقلال، فهو من قال: “يلّي بدّو يعمل جرايد، يعمل عندو مش عندي… ويلّي بدّو يعمل أحزاب، يعمل عندو مش عندي ، نحن ما بقا فينا نحمل تدخّلات ولا مسموح نفرط بالسيادة…”

أعجب به عدد من الشخصيات السياسية المحلية ووجدوا فيه قائدًا بكل ما للكلمة من معنى… كان مؤيّدًا للحوار والحياد ومقتنعًا بأنّ على لبنان بناء هوية سياسية واضحة لا تبعده عن دوره في محيطه العربي والعالم الحرّ، ولا تتركه ساحةً لصراعات المحاور التي يدفع ثمنها من وحدته واستقلاله وازدهاره وتميّز دوره في محيطه.

عُرف بقربه من الجميع وببناء جسور تواصل وكان رفيقًا وفيًا. جاهر بمحاربة الفساد ونبذ الخلافات.

ويقول نائب حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ لموقع “هنا لبنان”: “عندما نقرأ في حدثٍ كاغتيال الرئيس بشير الجميّل بعد 43 عامًا، نسأل أنفسنا هل نحن أمام التاريخ أم أمام حالةٍ حصلت لتعبر كما يحصل كل يوم؟ من دون شك أنّنا أمام حضرة التاريخ نكتبه اليوم بعيون الحاضر وأمنيات المستقبل. لكنّ أمنيات المستقبل عندنا بدأت منذ 43 سنة حين نظر جيلي في المقاومة اللبنانية إلى اغتيال قائده من الناحية التاريخية منذ لحظة الحدث، والحقّ يُقال إنّه أدرك بديهيًا عظمة الخسارة. فطهارة المناضلين في غياهب المعركة تضيء بصيرتهم بنقاء لا مثيل له. إنّ اغتيال الرجل ضرب الجسد وأراد النيل من الروح، جسد القضية حتمًا وعلة وجودها أيضًا في محاولةٍ يائسةٍ لاجتثاث الصعوبة الكيانية بالإيمان المُطلق بلبنان التي جسّدتها الكتائب اللبنانية وعزّزها البشير في تنظيم القوات اللبنانية. لم يسقط بشير في زمن القيادة بل في زمن الرئاسة، لتسقط معه الرئاسة أولًا والحزب ثانيًا والقوات ثالثًا. سقط البشير إنّما وعده لم يسقط، فلبنان لم يصبح وطنًا مستحيلًا، وشعبه لا يزال يتنفس حرية، وشعاره في كل مناسبة يلهب المشاعر، شعار 10452 كلم٢”.

بعد انتخابه رئيسًا، كتب إلى رفاقه في المجلس الحربي عبارةً بالفرنسية جاء فيها أنّه على الروح أن تكون نقيةً وقويةً لكي نواجه تحديات المستقبل. من دون ذلك لا حياة لأولادنا في وطن الأرز”.

43 سنة مضت على اغتيال الرئيس بشير، ولا تزال قضيته حيّة في وجدان كل لبناني تعلّق بمبادئه وثبت فيها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us