وأخيرًا سيتحقّق حلم البشير بجمهورية قوية… لا سلاح ولا دويلة حاكمة بولاء الخارج

مَن يسمع خطب بشير على مدى تولّيه القيادة الحزبية والرئاسة لأيامٍ معدوداتٍ، يعتقد وكأنها أُلقيت بالأمس القريب، إذ إنّ الظروف والسياسة لم تتغيّر، كان يردّد دائمًا “أن كلّ قوى العالم تتصارع على ظهرنا”، لكنّ أحدًا لم يفهم حينها أن صرخته هذه كانت تعني أن القضية اللبنانية ذات جذور عالمية.
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
ارتفع شهيدًا يوم عيد الصليب فقدّس قضية لبنان، وما زالت هذه الذكرى تحمل في طيّاتها المعاني الكثيرة، ثلاثة وأربعون عامًا مرّت كاللحظات وصوت بشير الرئيس والقائد ما زال يدوّي … نبحث عنه عندما نستفقد العنفوان… نتذكّر وصاياه التي خطّها بحبر الدماء لتصبح نشيدًا للحرية… عهدنا له يتجدّد مع كلّ 14 أيلول، حين لم تمُت الشجاعة فينا لا بل زادت لنقاوم لكرامة لبنان.
بشير الجميّل حمل كل صفات القيادة والرئاسة، فناضل من أجل تحقيق الجمهورية القوية، وها هي على طريق تحقيق الحلم، لا سلاح خارج الدولة ولا ميليشيات ولا دويلات، إنه الحلم المنتظر لدى اللبنانيين، باستعادة الجمهورية بعد سقوط الأنظمة البائدة، وفي طليعتها النظام السوري الأسدي الذي تحكّم بلبنان على مدى عقود فسقط بساعات، فيما لبنان بدأ استعادة سيادته لأنّ اللبنانيين الأحرار حملوا الشعلة والأمانة فحافظوا على القضية، وها هم يحصدون ما زرعوه، فالانتصار يقترب ويحقّق طموح اللبنانيين التوّاقين إلى بلد مستقل تعبق منه الكرامة.
اليوم نستذكر كيف بنى بشير الدولة في واحد وعشرين يومًا، فبسط السلطة قبل أن يحكم وجمع من حوله كلّ طوائف لبنان، فتوحّدوا على تأييده خلال أيام قليلة بعدما اختبروا وطنيّته، اختزل الزمان بسرعة هائلة فبنى الدولة محقّقًا في أيام ما عجز عنه الجبابرة في أعوام.
كنّا وما زلنا نحنّ إلى بشير القائد الذي لم يعرف لبنان مثيلًا له، والذي بقي مسجونًا في قلوبنا وأذهاننا منذ 43 عامًا وبالتأكيد هو باقٍ لأنه رئيس استثنائي.
في 14 أيلول، اعتقدوا أنّهم سرقوا انتصارنا وقتلوا فينا الحلم، نحن هنا لنؤكد لهم أنّ مشروعنا باقٍ، وهو الانتصار وتحقيق حلم بشير، دعوتنا كانت وستبقى أن نكون قرابين للشهادة تبدأ ولا تنتهي إلّا ببزوغ لبنان كمنارة للحرية، وضمانة لمستقبل كل بنيه، شهداؤنا تركوا لنا الشعلة ومن واجبنا ووفاءً لدمائهم أن نُبقيَ هذه الشعلة مضاءةً لينتصر لبنان وينهض من كبوته.
اليوم نستذكر ذلك البطل الذي أطلق مواقف العزّ فخافوه حتى في مماته، كيف لا؟، فالأبطال يبقون في الذاكرة حتى ولو استشهدوا، لا بل إن استشهادهم يزيدهم بقاءً في القلوب والضمائر.
مَن يسمع خطب بشير على مدى تولّيه القيادة الحزبية والرئاسة لأيامٍ معدوداتٍ، يعتقد وكأنها أُلقيت بالأمس القريب، إذ إنّ الظروف والسياسة لم تتغيّر، كان يردّد دائمًا “أن كلّ قوى العالم تتصارع على ظهرنا”، لكنّ أحدًا لم يفهم حينها أن صرخته هذه كانت تعني أن القضية اللبنانية ذات جذور عالمية، وأن لبنان وشعبه هما وسيلة الدول كي تحلّ مشاكلها على حسابهما، لم يكن لأحد أن يدرك أنّ الكثير من مواقفه تستند إلى معطيات سياسية خارجية خصوصًا حين قال: “لا نريد أن تُرسم أشكال التسويات وتقاسيمها على خريطتنا وشعبنا، فبداية النهاية تكون عندما ننقسم على ذاتنا، لذا يجب أن نتخطى الاعتبارات الصغيرة، فالعدو سلاحه الوحيد خردقة الصفوف وطعننا بعضنا ببعض، ترفّعوا عن الأنانيّات وكونوا حزبًا واحدًا هو حزب لبنان”، وحينها حدّد بشير مفهومه لمضمون الهوية اللبنانية جاعلًا الولاء للبنان ركنها الأول، فشدّد على ضرورة ألّا يكون لكل واحد منا تطلعات إلى ما وراء الحدود، ولم يغفل عن ذكر القيم التي يجب أن ينطلق منها اللبنانيون في سعيهم إلى تحقيق ما يريدون، لأن الأوطان تُبنى على المبادئ.
في الختام نقول: “بشير الشامخ كجبل صنّين وأرز لبنان، القابع في ذلك العرش سيبقى حيًّا رغم مماته”.
ولنجدّد الولاء له ونلبّي دعوة مؤسسة بشير الجميّل للبنانيين إلى المشاركة في الذكرى، الساعة الثامنة والنصف مساء الأحد 14 أيلول في ساحة ساسين في الأشرفية، حيث ستتلى الصلاة عن أنفس شهداء 14 أيلول، ثم عرض لكلمات الرئيس الشهيد، يليها بانوراما مشهديّة وموسيقيّة لأناشيد البشير وتاريخ المقاومة اللبنانية، فكلمة للنائب نديم الجميّل.