“نيو حزب”… و72 يومًا من أجل نصر الله!

من أولويّات الحزب، التعاطي مع الوضع المالي المستجدّ عبر اعتماد التقشف وترشيد النفقات حيث جرى تقليص الكثير من المصاريف
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
اقتربت الذكرى السنويّة الأولى لرحيل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. لم يعد حزب الله ما بعد السيّد هو نفسه بوجوده. لكنّ اللافت أن “الحزب” سيحاول أن يستمدّ قوّةً فقدها من نصر الله، حتى بعد رحيله.
فإحياء الذكرى سيكون عبر إطلاق سلسلة فعاليات تمتدّ على مدى 72 يومًا. وستُحيى الذكرى عبر ثلاثة احتفالات جماهيريّة: الأول عند مرقد السيد نصر الله، الثاني أمام مرقد الأمين العام الخلف السيد هاشم صفي الدين، والثالث في البقاع عند مرقد السيد عباس الموسوي.
وسيُلقي الأمين العام الشيخ نعيم قاسم كلمةً وُصفت بالمفصليّة، ستتطرّق بشكلٍ أساسيّ إلى الشأن الحزبي الداخلي والى ما يُسمّى إعادة بناء “الحزب”، سياسيًّا وعسكريًّا، وهي كانت محور ورشٍ داخليّة أقيمت في الأشهر الأخيرة.
ففي هذه الأشهر، برز بشكلٍ واضح صعود شخصيّات في “الحزب” باتت تؤدّي دورًا أوسع من السابق. بات النائب محمد رعد، مثلًا، الأمين العام الفعلي لحزب الله، خصوصًا أنّه يملك قدرةً أوسع على الحركة. وأصبح النائب ابراهيم الموسوي ممسكًا بملفّ الإعلام مترئسًا هيئة إعلاميّة.
أمّا عسكريًّا، فيلتزم “الحزب” بتكتّمٍ شديد، إذ باتت هوية مسؤوليه محصورةً ضمن الحلقة الأضيق. ويتجه حزب الله أيضًا إلى تغييراتٍ في صفوف مسؤوليه الأمنيّين والسياسيّين، بحيث تتراجع أدوار بعضهم لمصلحة بروز آخرين أثبتوا حضورًا وموثوقيةً. كما تقرّر استبعاد مَن تقاعسوا عن أداء واجباتهم خلال الحرب، بمن فيهم شخصيات بارزة.
كذلك، ستدفع قيادة “الحزب” بعض الوجوه الشابّة الجديدة لتأدية دورٍ إعلاميّ وسياسيّ، وخصوصًا لضخّ المعنويّات لدى بيئة “الحزب” التي تشهد نقاشًا داخليًّا حول قوّته وسلاحه ومستقبله.
ومن أولويّات حزب الله، التعاطي مع الوضع المالي المستجدّ عبر اعتماد التقشف وترشيد النفقات حيث جرى تقليص الكثير من المصاريف.
وستشهد ذكرى نصر الله إعلان “الحزب” عن ورقة سياسيّة تحدّد أولوياته في الداخل اللبناني ومواقفه من ملفاتٍ عدّة واستعداده لخوض الانتخابات النيابيّة، للانخراط أكثر في العمليّة السياسيّة الداخليّة، من دون أن يفقد، وفق تعبيره، هويّته كمقاومة.
لم يعد حزب الله كما كان. لا يزال موجودًا وقويًّا ومؤثّرًا، لكنّه فقد الكثير من علّة الوجود ومن القوّة والتأثير. يكفي أنّ ذكرى نصر الله، الغائب، باتت أكثر تأثيرًا من حضور بعض قادة “الحزب”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() باسيل المثير! | ![]() هذا هو هدف إسرائيل… بعد سلاح “الحزب” | ![]() ماذا يريد ترامب من لبنان؟ |