الهجوم على الرئيس عون يجمع الحزب والتيار


خاص 19 أيلول, 2025

كيف يجوز للعماد ميشال عون أن يُقيم كل هذه العلاقات مع مَن قتل وأخفى جيشه جنودًا وضباطًا لبنانيين تحت عنوان صفحة جديدة، ولا يجوز للرئيس جوزاف عون أن يفتح صفحةً جديدةً؟ كيف يُمكن حلّ القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، هل بمقاطعة الحكم السوري أم بالحوار معه؟


كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

تعرّض رئيس الجمهورية جوزاف عون لحملة شعواء من جمهور حزب الله ومن جمهور التيار الوطني الحر وكلّ من منطلقه، مع أن الهدف واحد، هو التصويب على رئيس الجمهورية ومحاولة تقويض أي عمل يقوم به.

جمهور حزب الله هاجم رئيس الجمهورية لأنه تحدّث عن سلام مع إسرائيل مشروط بتطبيق مبادرة السلام العربية التي أُطلقت في قمّة بيروت في آذار من العام 2002، وخلاصتها هي الأرض في مقابل السلام وحلّ الدولتَيْن.

طبعًا رئيس الجمهورية لا ينتمي إلى حزب الله، الذي يُريد إزالة إسرائيل من الوجود ولا يريد أي هدنة أو تفاهم معها، بل يريد لحال الحرب أن تستمرّ، ولكن من المفيد تذكير جمهور هذا الحزب بأنّ القمة العربية التي انعقدت في بيروت في آذار من العام 2002 وتبنّت مبادرة السلام العربية كان يرأسها رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، وشارك فيها الرئيس السوري آنذاك أيضًا بشار الأسد، ما يعني أن الرئيس “المقاوم” والرئيس “الممانع” تبنّيا هذه المبادرة.

وبالعودة إلى الأرشيف، فقد صدر عن القصر الجمهوري في بعبدا بيان في 4 تشرين الثاني من العام 2002، تحدث عن استقبال الرئيس لحود لوزير الثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه، وقد قال لحود أمامه: “إنّ المبادرة العربية للسلام التي صدرت عن قمّة بيروت العربية تُعتبر الصيغة الوحيدة التي تحظى بإجماع عربي شامل وتستهدف تحقيق السلام العادل والشامل”.

وفي 28 أيلول من العام 2007، أي بعد سنة وشهرين على حرب تموز 2006، وقف الرئيس لحود على منبر الأمم المتحدة في نيويورك وقال: “إنّ المبادرة العربية هي حلّ واقعي ومتكامل وشامل وقابل للتحقيق، لأنّه ينشر مشاعر العدالة والأمن والأمان لدى جميع الأطراف”.

لم يُواجه الرئيس “المقاوم” وقتها بأي حملات تخوين وعمالة كتلك التي طالت الرئيس جوزاف عون، على الرّغم من أنّ كلامه لا يختلف في الجوهر أبدًا عمّا قاله الرئيس لحود، ما يشير إلى أنّ الحملات التي طالت وستطال رئيس الجمهورية هي على خلفية مساهمته في إسقاط أي شرعية عن سلاح حزب الله، والإصرار على أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط.

وبالانتقال إلى جمهور التيار، فهو هاجم رئيس الجمهورية على خلفيّة لقائه الودّي مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، متهمين الرئيس بالتفريط بدماء الشهداء الذين قتلهم المتطرّفون في جرود عرسال، وذهبوا إلى حدّ الطعن بشرفه وقسَمه كضابط كان في الجيش اللبناني.

بالتأكيد يعلم “التيارجيّون” أن بشار الأسد هو ابن حافظ الأسد، وأنّ بشار ورث حكم سوريا ولبنان من والده، وبقي يمارس وصايته واحتلاله للبنان كوالده تمامًا، وهو الذي أخرج بجيشه العماد ميشال عون من بعبدا وارتكب جنوده المجازر والمذابح بحقّ الجنود والضباط اللبنانيين، وهي حقيقة يعرفها رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وجمهور التيار، ولكن لمصلحتهم السياسية والشخصية برّأوا الأسد الأب والابن من هذه المجازر.

وعندما أُخرج الاحتلال السوري من لبنان، ما عادت هناك من مشكلة مع نظام الأسد، وأصبحت مصافحة وزيارة بشار والتحالف السياسي معه أمرًا مطلوبًا، فكيف يجوز للعماد ميشال عون أن يُقيم كل هذه العلاقات مع مَن قتل وأخفى جيشه جنودًا وضباطًا لبنانيين تحت عنوان صفحة جديدة، ولا يجوز للرئيس جوزاف عون أن يفتح صفحة جديدة؟ كيف يُمكن حلّ القضايا العالقة بين لبنان وسوريا، من النازحين إلى الموقوفين إلى ترسيم الحدود، هل بمقاطعة الحكم السوري أم بالحوار معه؟ لماذا إذًا كان التيار يدعو للحوار مع نظام الأسد لحلّ كل هذه المواضيع، وهل أيضًا ما هو مباح له محظور على غيره؟

في كلّ الحالات، وبحسب كل الوقائع، تلتقي مصلحة حزب الله مع مصلحة التيار في الهجوم على موقع رئاسة الجمهورية، علمًا أنّ هذا الموقع ما زال موقعًا مسيحيًا مارونيًا كان التيار يدعو للحرص عليه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us