“تكويعة” الشيخ نعيم… محلية أم إيرانية؟!

بعد الهزيمة النكراء التي تعرّض لها الحزب، عاد الشيخ نعيم قاسم، وبناءً للتعليمات الإيرانية، محاولًا فتح صفحة جديدة مع من عاداهم لسنوات طوال… “تكويعة تاريخية” لم ولن تُقنع أحدًا.
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
في ظلّ “الأكشن” السياسي اليومي والمزايدة المتعلّقة بعزم السلطة السياسية وتكليف الجيش اللبناني بحصر السلاح غير الشرعي في المخيمات الفلسطينية وخارجها، وفي ظلّ الضغط الدولي لإنهاء الظواهر الميليشياوية بسواعد لبنانية، وفي ظلّ المعطيات الإقليمية بعودة الحرب الإسرائيلية وتوسّعها إن لم ينفّذ الجيش اللبناني مهمته على أَكمل وجه، تتّجه الأنظار إلى “تكويعة” أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم صوب المملكة العربية السعودية، بعد سنوات طوال من الهجوم عليها من دون مبرّرات، وبعد آلاف المقالات والمواقف والإطلالات المتلفزة لكلّ جماعة المحور، محاولين شيطنة المملكة وكلّ من يصادقها في لبنان أو يمت إليها بصلة صداقة.
وفي المعلومات، لم تأتِ هذه المواقف من العدم، إذ جاء موقف الشيخ نعيم للتصديق على موقف مفاجئ للوزير السابق محمود قماطي، الذي بدوره كان قد ترجم الرغبة الإيرانية في محاولة تحييد المملكة بعد الاجتماع الذي عقده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة.
تُحاول إيران تمتين علاقتها بالمملكة العربية السعودية، ويحاول “حزب الله” التكفير عن ذنوبه تجاه دول الخليج العربي وتحديدًا المملكة بعد صولات وجولات من تصدير الكبتاغون وتهديد الدول العربية وتشجيع ومناصرة الحوثيين على الاستمرار في التخريب العربي.
وتشير المعلومات إلى أنّ مواقف المملكة العربية السعودية ثابتة ولا تتغيّر مع أهواء أي فريق، وهي تتعامل مع الدول وليس مع الفصائل المسلّحة، حيث توطّدت علاقتها مع إيران بفعل الوساطة الصينية ولم تنعكس وقتذاك على “حزب الله” الذي كان في عزّ قوته، وعزّ عنجهيّته بقيادة الأمين العام الظاهرة السيد حسن نصر الله، صاحب المواقف التاريخية في العداء مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي من دون استثناء.
تحاول إيران ومن خلفها “حزب الله” الاستفادة من التهوّر الإسرائيلي والحماقة التي تجلّت باستهداف دولة قطر، لتوطيد علاقاتها بالـ”ناتو العربي” قيد الإنشاء، من دون أي مراجعة حقيقية للمواقف العدائية تجاه دولة لم تُقدِّم للبنان غير المساعدة الدائمة ووقفت إلى جانبه في أحلك الظروف، منذ ما قبل اتفاق الطائف إلى يومنا هذا، ولم تبدِّل تبديلًا.
ففي حرب تموز 2006، وبعد الضرر الكبير الذي لحق بلبنان جرّاء الحرب، فتحت المملكة خزائنها لمساعدة اللبنانيين على إعادة الإعمار، وفي العام 2007 وقفت إلى جانب الجيش اللبناني في حربه على التكفيريين في مخيم نهر البارد، وفي العام 2013 رصدت أكبر هبة لتسليح الجيش اللبناني، هبة المليارات الثلاثة، ثم عاجلتها بهبة مليار دولار لشراء الذخائر سنة 2014 في ظلّ الفراغ الرئاسي وفي ظلّ الحرب الدائرة بين الجيش اللبناني والدواعش في عرسال.
في كلّ هذه المراحل المفصلية، لم يوفّر “حزب الله” وكل جماعاته المملكة العربية السعودية من هجماته ومن تجريحه غير المبرّر.
أمّا اليوم، وبعد الهزيمة النكراء التي تعرّض لها الحزب، عاد الشيخ نعيم قاسم، وبناءً للتعليمات الإيرانية، محاولًا فتح صفحة جديدة مع من عاداهم لسنوات طوال… “تكويعة تاريخية” لم ولن تُقنع أحدًا، لكنّها قد تصبح قابلة للتطبيق، حين ينزل “حزب الله” عن الشجرة، ويعترف لمرّة واحدة ونهائية بدستور الطائف، الذي أنهى الحرب وكرّس المناصفة وأكد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() حبيب الكرتوني | ![]() الحوثي في كسروان: أنعِم وأكرِم… أهلًا وسهلًا بالفلتان؟ | ![]() حوار برّي مخرج للحل أم هروب إلى الأمام؟ |