“الحزب الجديد” أو حين يصبح الأسد هرّاً!

لم يعد بمقدور “الحزب” أن “يغري” أحداً بطريق القدس، ولا بالصلاة في مسجدها الأقصى، ولا بتلقين إسرائيل درساً لن تنساه. إسرائيل، بجيشها، موجودة على الأراضي اللبنانيّة بينما يتفرّج “الحزب” على هذا المشهد عاجزاً، مكتفياً بإلهاء جمهوره بمعارك الـ “تيك توك”… صَغُرَ “الحزب”، الجبل الإقليمي صار بحجم صخرة، وللتذكير غالباً ما استعملها كثيرون للانتحار..
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
“إذا كبّرت خصومك بتكبر”. هذه قاعدة معتمدة في الحياة الشخصيّة كما في السياسة والحروب. وهكذا فعل حزب الله، منذ تأسيسه. واجه “أمريكا الشيطان الأكبر”، وأراد إزالة إسرائيل من الوجود، “فَرد مرّة”. كبّر خصومه، فكَبُر وبات قوّةً إقليميّة لا يُستهان بها.
اختلف الأمر تماماً حاليّاً. ما عاد “الحزب” في حجمه السابق، بفعل نتائج الحرب الأخيرة، والاغتيالات، واستمرار الاعتداءات الإسرائيليّة من دون قدرة على مواجهتها. لذا، ولأنّ علّة وجود حزب الله تقوم على خوض المعارك باستمرار، والتجييش، وشدّ العصب، فهو اختار “إعادة هيكلة” حروبه. إلا أنّ الحروب الجديدة باتت صغيرة، تشبه، مثلاً، إضاءة صخرة الروشة، أو تكثيف فيديوهات المهرّجين على “السوشال ميديا”، أو مهاجمة رئيسَي الجمهوريّة والحكومة، أو إطلاق التهديدات بحقّ إعلاميّين…
لم يعد بمقدور حزب الله أن “يغري” أحداً بطريق القدس، ولا بالصلاة في مسجدها الأقصى، ولا بتلقين إسرائيل درساً لن تنساه. إسرائيل، بجيشها، موجودة على الأراضي اللبنانيّة بينما يتفرّج “الحزب” على هذا المشهد عاجزاً، مكتفياً بإلهاء جمهوره بمعارك الـ “تيك توك” وأخواته، حيث يمكنك أن تقول ما تشاء من دون محاسبة، ومن دون غاراتٍ واغتيالات.
باتت معارك حزب الله صغيرة. هي علامة على تراجعه. بات يظهر نجل أمينه العام التاريخي ليسوّق لكتابٍ سيصدر، ونجله الآخر ليتحدّث عن حلمٍ راوده، أمّا الأمين العام الحالي فنسبة متابعة إطلالاته التلفزيونيّة ضئيلة، إذ لا تحمل جديداً وتبتعد غالباً عن الواقع.
صَغُر حزب الله فجأةً. هذا ما فعله به الإسرائيلي، ثمّ أكمل هو الطريق عبر سوء إدارته لما حصل ومواصلة سياسة الإنكار التي اتّبعها منذ أعلن الانتصار.
على حزب الله، ولسنا في موقع الناصح ولا الحريص، أن يعيد النظر في سياساته، خصوصاً الإعلاميّة وهي واجهته الأولى بعد تراجعه في الأمن والسياسة، ويكفّ عن توليد المهرجّين ورافعي الأصابع الذين يهدّدون من دون أن يمتلكوا قدرةً على التنفيذ. فهذه السياسات تبعد اللبنانيّين عنه أكثر وتحصر جمهوره داخل قسمٍ من الطائفة الشيعيّة. أمّا بقيّة اللبنانيّين فشبعت حروباً وتهديداتٍ ومواجهاتٍ، وهي بدأت تملّ من رؤية حزب الله منفوخاً يمارس سلوك الأسود بينما أضحى هرّاً!
صَغُرَ حزب الله. الجبل الإقليمي صار بحجم صخرة، وللتذكير غالباً ما استعملها كثيرون للانتحار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() رسالة الشيخ نعيم في “الفرّامة” السعودية | ![]() “نيو حزب”… و72 يومًا من أجل نصر الله! | ![]() باسيل المثير! |