بيرم وجونيور يهدّدان نتنياهو

جونيور ومصطفى وجهان لمقاومةٍ واحدةٍ لم تذقْ يومًا طعم الهزيمة على الرغم من أن قاموس لحود ثري أكثر بالمفردات والعنتريات.
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
من أقوال إميل جونيور الخالدة: “أي حرب سيشنّها نتنياهو على لبنان ستنتهي هذه المرة في تل أبيب”. مرّت أعوام على هذه النبوءة، وفي آب من العام 2024، سجل إميل عبد اللطيف هذا التوقّع المُستند إلى قراءةٍ معمّقةٍ لمجريات الحرب: “نتنياهو أكل كفّ انلَوَق نيعو وسيخرج من المعادلة”. في أيلول مَسَحَ نتنياهو “الكذاب والدجّال” الأرض بأشقائنا في الوطن فيما كان شيخ الشباب يراقب الـ”صان ست” من بعبدات وينظّر في الاستراتيجيات الكبرى. الولد سرّ أبيه.
عندما يؤتى على ذكر مآثر إميل جونيور وأفضاله على الوعي المجتمعي والفكر المقاوم تحضر مآثر مجايليه، وفي مقدّمهم الوزير السابق مصطفى بيرم المتفرّغ اليوم لفن الخطابة. مصطفى النسخة الشيعية لجونيور الماروني، والعكس يصحّ. وبين قائدَيْ الرأي جوامع مشتركة كثيرة وسيرة نضالية تشكّل إرثًا للأجيال المقبلة.
لا شكّ أن جونيور، القارئ النهم، قرأ بإمعان آخر ما طلع من مخزون بيرم فبرم الكلام رأسه.
قال مصطفى: “المقاومة أصبحت ثقافةً ومدرسةً ومن هنا يأتي التمسكُ بسلاحِ المقاومةِ كخيارٍ لا ينفصل عن مسيرتنا الإلهية”.
تطابقٌ مذهلٌ بين النهج اللحودي والفكر الجهادي. وغني عن القول أنّ من هذه الثقافة نهل جونيور، وحليب المقاومة الإسلامية رضع، وبسلاح المقاومة الإسلامية تمسّك. أمّا بخصوص “المسيرة الإلهية” التي وردت في خطبة بيرم العصماء فسأل كبير العائلة الضليع بالفقه الديني وعلوم البحار: “ça veut dire quoi Papa؟”
وأُجيب: “يا بُني المسيرة الإلهية هي ترجمة مختصرة لجوهر خطاب القسَم. وتعني حَرْفِيًّا مسيرتي كإلهٍ منتصرٍ بالحقّ طوال تسعة عقود.
وماذا تعني عبارة “القوةَ متاحةٌ لمن استطاع وأنكم المستجيبونُ لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم إن شاء الله؟”
نفس الشيء؛ خطاب القسم!
هزّ جونيور رأسه موافقًا على التفسير المُقنّع وتوجّه إلى الأب / الإله بقلبٍ يفيض حماسةً وزهوًا وكرامةً “بابا يا بابا إنّنا نعيش زمن الانتصارات العظيمة”، وهذه العبارة بالذات “لطشها” الشيخ نعيم، أو أقلّه “استحلاها” وأبرزها في ذكرى عزيزة على قلبه وقلب مصطفى وقلب جونيور.
عندما يخاطب جونيور نتنياهو القذر بالمباشر، يتصرّف الأخير كالجرذ المطارَد، ومتى لفظ مصطفى اسم نتنياهو يُصاب رئيس وزراء العدو بذعرٍ شديدٍ ويتراجع عن مخططاته الجهنّمية والتطبيعية. جونيور ومصطفى وجهان لمقاومةٍ واحدةٍ لم تذقْ يومًا طعم الهزيمة على الرغم من أن قاموس لحود ثري أكثر بالمفردات والعنتريات.
على سبيل المثال فقول بيرم “أمّةَ المليارَيْنِ المسلمة التي تَملِكُ مواردَ العالم، لن تقبلَ أن تُهان أو تُباع ولن يُسمحَ لمن خانوا ضمائرهم أن يفتخروا أمام رسولِ اللهٍ بأذلّةٍ أو مُطبِّعين”، يختصره جونيور بجملة بليغة تصلح مدخلًا (أو مخرجًا) لأطروحة دكتوراه ” فشرت على رقبتك إنت وأسيادك تجرّونا على التطبيع”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() تحدّي الروشة | ![]() مفاجأة نعيم قاسم | ![]() الكلّ مع “حزب الله” |