لبنان تحت المجهر: السلاح وتحرّك الجيش!

مصادر دبلوماسية تحدّثت عن تفاؤلٍ حذرٍ بالأوضاع اللبنانية، داعيةً كبار المسؤولين والحكومة إلى عدم تسجيل تراجعات لجهة ما تعهّدوا به في موضوع السلاح والإصلاحات.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
تترقّب الدول المعنية بالوضع اللبناني التقرير الأول الذي يُفترض أن يصدر عن الجيش خلال أيام لجهة مسار تطبيق الخطة المتعلّقة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ويتركّز هذا الترقّب على التوقيت، فهل سيصدر التقرير قبل الخامس من الشهر الجاري أم أنه سيتأخر أولًا، وعلى مضمون هذا التقرير الذي يُفترض أن يناقشه مجلس الوزراء ليبنيَ على الشيء مقتضاه ثانيًا.
الدول المعنية بالوضع اللبناني تريد أن يتضمّن التقرير تقدّمًا فعليًا في عملية نزع السلاح موثقًا بالأرقام والمساحات الجغرافية، وأن يتضمّن أيضًا تصوّرًا للمرحلة المقبلة، علمًا أن هذه الدول، واستنادًا إلى قرار الحكومة الذي صدر في 5 آب الماضي، ما زالت تعتمد مهلة نهاية العام من أجل إنهاء ملف حصرية السلاح. ولكنّها في المقابل مستعدة للتسامح مع هذه المهلة إذا وجدت أنّ هناك جديةً بالفعل في التعاطي مع هذا الملف، بعيدًا عن أي مسايرة أو تردّد، علمًا أنّ هذا التساهل لن يترجَم بمهلة مفتوحة، بل بمهلة معقولة لا تتجاوز فترة الانتخابات النيابية.
ولفتت معلومات تُتابع التحرّكات الإقليمية والدولية في شأن لبنان إلى أنّ الدول المعنية بالأزمة اللبنانية تركت في هذه الفترة معالجة الأمور المتعلقة بالسلاح للسلطات اللبنانية لتتأكد من مدى جدّيتها في معالجة هذا الملف، وأن تقييمًا سيُجرى مع نهاية العام، لتقرّر على أساسه اللجنة الخماسية التي تضمّ الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر كيفية التعاطي مع الملف اللبناني، خصوصًا أنّ إسرائيل تترقّب أيضًا ما ستؤول إليه الأمور لتتخذ قرارات تتعلق بالساحة اللبنانية بالتنسيق مع الأميركيين.
وتكشف المعلومات أنّ أي تقدّم إيجابي في موضوع نزع سلاح حزب الله سيسرّع في عقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني، الذي ستكون المهام الملقاة على عاتقه، ولا سيما في جنوب الليطاني، أكبر بكثير ممّا هي عليه اليوم، لأنّ الأسابيع المقبلة ستشهد تراجعًا في مهام القوات الدولية في البرّ والبحر، وذلك على خلفية الانخفاض الذي لحق بموازنة الأمم المتحدة وانعكس على موازنة اليونيفيل. وتقول المعلومات إنّ الحديث عن مؤتمر دعم الجيش مستمر بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى، من دون حسم التاريخ والمكان حتى الآن.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر دبلوماسية عن تفاؤلٍ حذرٍ بالأوضاع اللبنانية، داعيةً كبار المسؤولين والحكومة إلى عدم تسجيل تراجعات لجهة ما تعهّدوا به في موضوع السلاح والإصلاحات.
وأعربت المصادر عن أملها أن يدرك حزب الله أنّ عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ولن يستطيع إعادتها بالقوة، وأنّ عليه أن يتخذ قرارات براغماتية تتوافق مع نظرة الحكومة اللبنانية والدول العربية والمجتمع الدولي، وتنقذه من الانتحار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() من الإسناد إلى العناد | ![]() الهجوم على الرئيس عون يجمع الحزب والتيار | ![]() رفض حصرية السلاح إلغاء لاتفاق وقف النار |