7 تشرين الأوّل.. خطيئة “حماس” وانتحار “حزب الله”!


خاص 7 تشرين الأول, 2025

مع هذا المحور، بتنا نبحث عن مفهوم الهزيمة، أيعقل ألّا ترى حماس بآلاف الأطفال بين قتيل ومشرّد هزيمة! أو حتى بالمستشفيات والمدارس التي تحوّلت “كومة حجارة”؟ أو بهرولة قادتها من عاصمة عربية إلى أخرى بحثاً عن تسوية؟!

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

إنّها الذكرى الثانية، لخطيئة ارتكبتها حماس بحق غزة، وأهلها وشعبها، وبخطوة انتحارية أخذ بها حزب الله لبنان إلى الهاوية.

إنّها الذكرى الثانية لـ7 تشرين الأوّل، أو ما سمي بطوفان الأقصى! وحقاً كان طوفاناً، فأغرق غزة بالدماء ودمّرها وأحرقها، وأعادها آلاف الأعوام إلى الوراء.

فجر 7 تشرين الأوّل 2023، لم يكن يوماً عادياً، كان انتصاراً للممانعة، حشد إعلامي، تغطية، وكأنّ أزمة فلسطين انتهت، والغطرسة التي تقول بأنّ القضاء على إسرائيلي يحتاج لـ7 دقائق ونصف تحققت! ولكن فجأة كل شيء تلاشى فكان الانتصار حقاً “أوهن من بيت العنكبوت”.

وأصبحنا، أمام محور يبحث عن انتصارات صغيرة، فإن أصاب هدفاً في إسرائيل يتناسى الأرض المحروقة في وطنه، وإن قتل جندياً، يتناسى آلاف القتلى على الأرض من أهل غزة.

هذا المحور الذي يرى في كل خطوة انتصار، فهجوم 7 تشرين الأوّل انتصار، والتسوية انتصار، واتفاق وقف إطلاق النار، واغتيال أمين عام حزب الله انتصار، ودمار الجنوب انتصار، والاغتيالات اليومية في لبنان انتصار، وما آلت إليه غزة من مدينة نابضة بالحياة لمدينة منكوبة تحت الرماد انتصار!

مع هذا المحور، بتنا نبحث عن مفهوم الهزيمة، أيعقل ألّا ترى حماس بآلاف الأطفال بين قتيل ومشرّد هزيمة! أو حتى بالمستشفيات والمدارس التي تحوّلت “كومة حجارة”؟ أو بهرولة قادتها من عاصمة عربية إلى أخرى بحثاً عن تسوية؟!

وماذا عن الشيخ نعيم قاسم؟ ألا يرى بقبول حماس بالاتفاق هزيمة للمحور؟ ألا يرى بما نشهده كلّ يوم هزيمة لجبهة إسناد لم تكن مدروسة ولطوفان أقصى لم يكن إلّا بركاناً من دم؟

في الذكرى الثانية لـ7 تشرين الأوّل، ألا يجب لهذا المحور أن يعتذر، وأن تعترف حركة حماس أنّها أخطأت بحق غزة وأنّها تتحمل أيضاً وزر دماء الغزاويين؟

في الذكرى الثانية، ألا يجب أن نضع خطابات النصر “الركيكة” جانباً، وأن نعترف أنّ هذا السلاح أكثر ما تسبب به هو قتل أهله وأبناء وطنه؟

بين 7 تشرين في غزة و8 تشرين تاريخ بدء جبهة الإسناد، 24 ساعة وقرار، قرار دفع ثمنه الشعب وما زال يدفع، وسط تعنّت أهل السلاح، وظنّهم الخاطئ أنّ رصاصهم مقدس وأنّ الأرواح “فداهم” ولكن لا، فروح أيّ طفل هي أولوية وتتقدّم على كل الحركات وكل الأحزاب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us